قال إن الشيخ حماني رخّص لهم الإفطار في مونديال 86.. عاد بنا حارس المنتخب الوطني لسنوات الثمانينات نصر الدين دريد، في هذا الحوار، إلى مونديال المكسيك سنة 1986 الذي صادف شهر رمضان، كما تحدث عن يومياته في الشهر الفضيل حاليا وكيفية قضائها وقضاء سهراته، ولم يفوت دريد الفرصة للحديث عن صيام أيام الصابرين وما يشتهيه من حلويات يوم عيد الفطر المبارك، والتي نترككم تكتشفونها معنا... بداية، كيف تقضي أيام شهر رمضان الذي دخل أيامه الأخيرة؟ مرحبا بكم، أنا أقضي أيام شهر رمضان المعظم في العبادة ولا شيء غيرها، في تلاوة القرآن وأداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد وفعل الخيرات، فهذا الشهر فرصة قد لا تعود، وعلينا استغلالها جيدا حتى لا نندم عند نهاية الشهر الفضيل شهر العبادة والرحمة والعتق من النيران. إذن لا تقوم بأي شيء آخر سوى العبادة والنوم طبعا؟ من قال النوم؟ العبادة وفقط، فأنا أنام حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا وأنهض بعد خمس ساعات على العاشرة والنصف ولا أعود للنوم سوى على الخامسة والنصف من صباح اليوم الموالي أي لا تتجاوز ساعات نومي الخمس ساعات يوميا، فلست ككثير من الرياضيين والجزائريين الذي ينامون كثيرا في شهر رمضان، فأنا لا أنام كثيرا ولكن لا أخرج من المنزل أيضا سوى لأداء الصلوات في المسجد إلا في حال كنت مشغولا فأخرج لقضاء مشاغلي وأعود بسرعة لتلاوة القرآن الذي أختمه مرة كل ستة أيام في هذا الشهر الفضيل. وكيف تقضي السهرة الرمضانية؟ أصلي التراويح كمعظم الجزائريين ثم بعدها ألتقي بأصدقائي لنتبادل الحديث قليلا، وفي بعض الأحيان أذهب مباشرة إلى المنزل للجلوس مع العائلة لفترة قصيرة فقط لأنه عليّ أن أتوجه على الساعة الثانية صباحا نحو المسجد لأداء صلاة التهجد والعودة بعدها إلى المنزل لأتسحر وأنام بعدها. التهجد في العشر الأواخر.. وفيما يخص الأيام الأولى، هل تقضي وقتا أطول مع العائلة في السهرة؟ لا، فهنا في وهران صلاة التهجد تقام طيلة أيام الشهر الفضيل وليس في العشر الأواخر فحسب، مثلما يحدث في العاصمة وبعض المناطق الأخرى. هل «يغلبك» رمضان، وهل أنت من النوع الذي يتجول في المطبخ؟ لا أبدا، رمضان «ما يغلبنيش» ولم يسبق له أن أثر علي فأنا لا أخرج كما أخبرتك ولا ألتقي الناس كثيرا، لذلك لا أحتك بالأشخاص، ثم أنني في طبيعتي لست من النوع الذي يتنرفز، أما المطبخ فلا أتجول فيه ولا أدخله فلست من ذلك النوع. وما هي الأطباق التي لا تخلو منها مائدة إفطار نصر الدين؟ أنا «ما نسخفش» ولست متشرطا لأنني في الأصل لا آكل كثيرا وأكتفي دائما بتناول «الحريرة» وحبة «بوراك» واحدة فقط، والفاكهة بالطبع، حتى أبقى في لياقتي وأستطيع أداء صلاة التراويح بسهولة، أما في السهرة فأنا أحب تناول «قلب اللوز». بما أنك تحفاظ على الشعائر، فمن المنطقي أنك ستصوم الأيام الستة من شوال... هذا أمر مفروغ منه، لا أضيع أبدا صيام «أيام الصابرين» منذ فترة طويلة، حيث أبدأ الصيام في ثاني أيام العيد فالفرصة ثمينة علينا استغلالها خصوصا أن صيام الستة من شوال بعد رمضان يعادل صيام الدهر وله أجر عظيم. هل بدأتم تحضيرات عيد الفطر المبارك؟ وماذا تشتهي من الحلويات فيه؟ بالفعل، رمضان يودعنا في هذه الأيام وسيترك فراغا بعده لأننا ألفناه وأحسسنا بلذة الإيمان فيه ولا ندري إن كان سيجدنا عندما يعود العام المقبل أو سيجدنا تحت التراب، أما بالنسبة لعيد الفطر فطبعا بدأت التحضيرات له خصوصا الحلويات التي أشتهي منها «قلب اللوز» الخاص الذي يتم تجهيزه في المنزل وليس الذي نشتريه في رمضان، وكذلك أحب كثيرا «القطايف» وأتناولها كثيرا. نعود لأيام كنت حارسا، هل سبق لك الإفطار بسبب المباريات أو التدريبات؟ نعم، لقد سبق لي الإفطار عندما شاركت مع المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، حيث خضنا المنافسة في شهر رمضان المبارك وكنا نلعب المباريات ونتدرب على الساعة الواحدة ظهرا تحت درجة حرارة عالية جدا، وهو ما يجعل الصيام مستحيلا وخطرا على صحتنا، لذلك اضطررنا للإفطار 19 يوما بفتوى ورخصة شرعية. 19 يوما كاملا؟ إذن لم تفطروا أيام المباريات فقط بل طيلة مشاركتكم في المونديال؟ هذا صحيح، فقد حضر إلينا الشيخ حماني رحمه الله والذي كان مفتي الجمهورية آنذاك إلى الفندق ليلة سفرنا إلى المكسيك، وأفتى لنا بجواز إفطارنا خلال كل أيام تواجدنا بالمكسيك وليس فقط خلال أيام السفر، وهو ما قمنا به فالله رخص لنا الإفطار والله يحب أن تأتى رخصه، ثم أنه لو صام أحدنا وأصابه مكروه سيكون بمثابة من أدى بنفسه إلى التهلكة، وهو ما قاله لنا بدوره الشيخ الغزالي رحمه الله الذي التقيته أنا وقاسي السعيد ومغارية في المطار قبل سفرنا، فأفتى لنا بالإفطار، وقال لنا «ستمثلون الجزائر وأنتم بمثابة سفراء للوطن وستواجهون الأعداء لذلك عليكم بالإفطار والقضاء بعد رمضان». بصراحة، من هم اللاعبون الذي أفطروا بالإضافة إليك ومن منهم صام في المكسيك؟ لم يصم أي لاعب، كلنا أفطرنا 19 يوما أثناء مشاركتنا في مونديال المكسيك 1986 وهذا برخصة وفتوى شرعية ولم ننتهك حرمة الشهر الفضيل، ولا يجب أن يغالطكم أي كان ويقول أن فلانا أفطر وفلانا صام، كل بعثة المنتخب الوطني من دون استثناء أفطرت وقضينا بعد نهاية شهر رمضان، فيستحيل على أي كان الصيام في تلك الأجواء. هل سبق وواجهت أحداثا طريفة في شهر رمضان؟ دائما نبقى في مونديال المكسيك، فأتذكر عندما كنا متوجهين من مطار باريس نحو مكسيكو قررت أنا والمعالج جنان ومساعد المدرب مقدادي الصيام خلال الرحلة حتى نربح يوما من الصيام بما أننا قرننا الإفطار في طيلة الأيام الأخرى للمنافسة، فأقلعت الطائرة نحو وجهتها نحو الغرب صباحا وكلما تقدمنا نجد الشمس لا تزال بازغة ولم ترد الغروب سوى بعد وصولنا إلى المكسيك بوقت طويل، بما أننا وصلنا في بداية اليوم هناك لاختلاف التوقيت، لنجد أنفسنا في الأخير قد صمنا 36 ساعة كاملة. كلمة أخيرة تختتم بها الحوار.. تقبل الله صيام وقيام جميع الجزائريين والأمة الإسلامية وأعاده الله علينا جميعا سنوات عديدة، صح فطوركم وصح عيدكم.
موضوع : أفطرت 19 يوما في المكسيك ولا أفرط في أيام الصابرين 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0