يمارس اللوبي الصهيوني في القصر الملكي المغربي بزعامة المستشار أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس ضغوطا شديدة على الإدارة الأمريكية في محاولة لدفعها إلى ممارسة نفوذها على الجزائر على أساس مزاعم قديمة بوجود أسلحة فتاكة في الجزائر يجري إنتاجها لمواجهة الجار الشقيق المملكة المغربية.بدأ اللوبي الصهيوني التحرش بالسلطات الجزائرية منذ الأسبوع الأول للاعتداء الإسرائيلي على غزة ، حيث بدأت ''الرسائل المشفرة'' تصل إلى الجزائر عبر أكثر من قناة تجمع على ضرورة التوافق على موقف من القضية الفلسطينية باعتبار المغرب رئيس لجنة القدس وأيضا في شأن قضية الصحراء الغربية. وقد فضل اللوبي الصهيوني وعلى عادته التوجه مبكرا إلى من تبقى في الإدارة الأمريكية لممارسة النفوذ على الجزائر، من خلال تحريض الرئيس الأمريكي الجديد ومخادعته بتقارير استخباراتية ''مقلقة'' و''معلومات مزعجة'' بشأن الوضع في الجزائر وتداعيات السلام في المنطقة على ضوء تهديدات الإرهاب والوضع المتعفن في الصحراء الغربية. وفيما يتعلق بالإرهاب فإن المعلومات الأمريكية رغم تناقضها تتحدث عن وجود أسلحة كيمياوية في معاقل ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' يجهل حسب مزاعم المخابرات الأمريكية، إن كانت من إنتاج ''القاعدة'' التي تعجز حتى على توفير أسمدة الفلاحة لتصنيع المتفجرات !!! أو أن الجيش الجزائري تمكن من صناعتها، ويقوم بتجريبها عن الإرهاب وهذه أيضا معلومات كاذبة لتغطية رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية مساعدة الجزائر بالأسلحة لمواجهة ''القاعدة''، لأنها ببساطة منتوج المخابر الأمريكية. أما الشق الثاني من ضغوط اللوبي الصهيوني في المغرب على الإدارة الجديدة للولايات المتحدةالأمريكية بقيادة الرئيس الجديد باراك حسين اوباما، فالغرض منها استمالة واشنطن بخصوص ملف الصحراء الغربية الذي تعد الجزائر من أكبر المناصرين لاستقلاليتها وأحقية شعبها في تقرير مصيره، وفي هذا الشأن فاللوبي الصهيوني يحاول من خلال هذه الضغوط إعطاء هدية من ذهب لملك المغرب لمساعدته على تحقيق حلم من سبقه إلى العرش الملكي وهو إستعادة ''الوحدة الترابية'' المفقودة من خلال الاستيلاء على أراضي الصحراء الغربية. وتتزامن هذه الخطوات مع بداية قيادة اوباما لأكبر دولة في العالم، بهدف التأثير في شخصه بعد أن فشلت كل المساعي التي حذتها المملكة المغربية خلال رئاسة كل من الرئيس السابق جورج وولكر بوشن والرئيس الأسبق بيل كلينتون، لتبني اقتراح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، حيث ورغم المساعي الحثيثة التي بادرت بها المغرب إلا أنها باءت بالفشل في ظل إصرار الجزائر وتمسكها بموقفها حيال القضية الصحراوية العادلة، ومناصرتها لكل القضايا العادلة في العالم. وقد حاولت السلطات المغربية عقد لقاءات عدة مع كاتبة الدولة وزيرة الخارجية الأمريكية لمناقشة الوضع بالصحراء الغربية، ما جعل هذه الأخيرة تلين نوعا ما وتنحاز للرأي المغربي، حيث أوضح مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولتش ''أن مبادرة المملكة المغربية حول الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية هي الحل الأرجح من أجل تسوية قضية الصحراء الغربية'''.