مع كل شتاء، والذي جعلهم معزولين عن بلديتهم بعد أن كان قد وعدهم في زيارته إليها الصيف الفارط بحل المشكل نهائيا . حيث أضحى هذا المشكل بمثابة سيناريو يتكرر في كل فصل شتاء، حسب تعبير السكان الذين بحت حناجرهم وتعبت أرجلهم من التنقل في كل مرة إلى السلطات البلدية، وطرح المشكل ذاته منذ أكثر من ثلاث سنوات دون استجابة أو تحرك منها لاستصلاحه أو إعادة بناءه، ويعود هذا الجسر إلى بداية التسعينات عندما تم بناءه بهدف فك العزلة عن هاتين المنطقتين النائيتين إلا أن طريقة بناءه أثارت عدة تساؤلات بسبب انهياره في مدة زمنية قصيرة، ورغم إعادة استصلاحه بعد ذلك إلا أن هاجسه ظل يطارد السكان في السنوات الثلاث الأخيرة اثر تشققه وانهياره، بسبب عدم احترام مقاييس البناء حسب قول السكان ثم إعادة بناءه سنة 2006 لينهار مجددا العام الفارط، وبقاءه على تلك الحال إلى غاية استصلاحه لرابع مرة منذ حوالي شهرين بطريقة ترقيعية تفتقد لأدنى معايير البناء المعمول بها، ليعود المشكل يفرض نفسه بشدة كاد أن يفقد صواب السكان، وعازلا هاتين القريتين عن بلديتهم خاصة التلاميذ الذين أعاقهم من مزاولة دراستهم بثانوية شعبة العامر، على أن فيضان الواد الذي يصب شتاءا أسفل الجسر ضاعف من حجم المشكلة باعتبار أن جفافه أيام الصحو يجبر حافلات النقل على سلكه للتنقل إلى البلدية التي تبعد عن قريتي عزوزة وأولاد سعيد بحوالي 08 كلم ودفع مبلغ 20 دج للراكب ، أما في الشتاء فان طريقة تنقلهم مثيرة للشفقة ومهدرة للوقت والمال خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين ينحدر غالبيتهم من عائلات فقيرة، حيث يعمد أصحاب حافلات النقل إلى تقسيم أنفسهم إلى قسمين ، الأول يأخذ خط القريتين إلى مقر الجسر المنهار بمبلغ 20 دج، والثاني ينطلق من النقطة الأخيرة إلى مقر البلدية بمبلغ 15 دج وهذا يتم بعد أن يقوم متنقلو الصنف الأول على المرور فوق بقايا الجسر المنهار مشيا على الأقدام لتجنب فيضان ألواد معرضين بذلك حياتهم لخطرا لسقوط من الأعلى ثم الانتظار للانطلاق للمرحلة الثانية، وكان السكان عبروا عن غضبهم إزاء وضعيتهم المأساوية في كل مرة عن طريق الاحتجاجات وغلق مقر البلدية لأيام إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية أو حلا يريح تفكيرهم الدائم في مستقبل أطفالهم، الذين يجبرون على فراق مقاعد الدراسة، فأضحت مخالب التجنيد الإرهابي المعشعش بجبالهم المجاورة تهددهم في كل مرة موازاة مع انعدام أدنى ظروف الحياة بهاتين القريتين الجبليتين ذات المناظر الخلابة والتي حولها سوء التسيير إلى منطقتين نائيتين، حتى أن السكان في جويلية الفارط عندما تنقل الوالي إلى عين المكان ووقف على حافة الجسر المنهار ووعدهم بحل المشكل قبل شتاء هذه السنة، قد فكروا بان موعد المشكلة قد ولى نهائيا إلا أنهم فوجئوا بدوام حالتهم المزرية خاصة على خلفية الانسداد الذي طبع بلدية شعبة العامر منذ الانتخابات المحلية الأخيرة وادخلها في متاهات تراكم المشاكل وانعدام الحلول التي من شانها الإفراج عن غبن العديد من المواطنين بعدة نقاط من هذه البلدية، إلا أن حل هذا الانسداد منذ حوالي ثلاثة أسابيع جعل سكان القريتين يتساءلون عن جدوى حله في ظل تواصل معاناتهم مع هذا الجسر.