تأتي دعوة الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب، للعناصر الإرهابية بالتوبة والعودة إلى المجتمع، في سياق تكملة البيان الكتابي الذي وجهه إلى رفاق الأمس، بعد أن لقي رواجا واثبت تأثيره على العناصر الإرهابية خاصة منها تلك التي أصبحت لا تؤمن بالعمل المسلح في ظل تجريم علماء الأمة للعمليات الإرهابية، إلى جانب إثبات الصورة التي انفردت ''النهار'' بنشرها في عدد سابق، والتي بينت الحالة الصحية الجيدة والهندام المعتدل الذي ظهر به حطاب، أن حطاب لم يتعرض إلى سوء عكس ما روج له أعداء السلم والمصالحة الوطنية والراغبين في إبقاء نار الفتنة مشتعلة، من خلال ترويج معلومات مغلوطة تدعي تعرض الأمير السابق للتنظيم المسلح للتصفية على يدي مصالح الأمن، وكانت أولى ثماره تسليم أمير كتيبة الأنصار أمين أبو تميم واسمه الحقيقي علي بن تواتي لنفسه لمصالح الأمن بأعالي جبال عزازڤة بتيزي وزو. ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن خرجة حسان حطاب، جاءت لإقناع الراغبين في تطليق العمل المسلح بالصوت، بعد أن أثبتت الصورة نجاعتها في إقناعهم، وحتى يبين لرفاق الأمس، أنه يتكلم عن قناعة، وأن البيان الذي استصدره كان من صنيعه، وأضاف الخبراء أن تصريحات أمير كتيبة الأنصار أمين أبو تميم حول وجود عناصر كثيرة ترغب في تطليق العمل المسلح خاصة أولئك الذين أصبحوا لا يؤمنون بأسس وشرعية منهج القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويترقبون الفرصة لتسليم أنفسهم، جعل حطاب يسعى لتأكيد دعوته بهدف ترسيخ ضرورة تطليق العمل المسلح، وحرمته وحرمة دماء المسلمين وأعراضهم، وتبيين للجماعات الإرهابية التي مازالت تنشط ضمن خلايا التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن أشباه العلماء الذين تستفتيهم القاعدة على ضلال ولا شرعية لفتاواهم باعتبارها غير مرتكزة على قواعد دينية واضحة، وأن المسؤولين عن إطلاقها هم أشخاص بعيدون كل البعد عن الإسلام والمسلمين، تحركهم أيادي أجنبية تهدف أساسا إلى زعزعة السلم والأمن بالجزائر، وإبقاء نار الفتنة مشتعلة. وتوقع خبراء في الشأن الأمني أن يلقى تسجيل حطاب الذي بثته القناة القطرية ''الجزيرة'' صدى واسعا في أوساط الجماعات المسلحة، خاصة وأن حطاب يوضح بشكل مباشر أن العمل المسلح بالجزائر وصل إلى نهايته، في ظل التزعزع الذي تشهده صفوف التنظيم الإرهابي، كون مصالح الأمن اخترقته وأصبحت تحبط كل عملية ينوي التنظيم تنفيذها إلى جانب تمكنها من القضاء على رؤوس كبيرة في التنظيم نتيجة وجود مصادر تنقل المعلومات يوميا وعلى مدار الساعة لقوات الأمن، وخير دليل على الوشاية في صفوف التنظيم الإرهابي تمكن مصالح الأمن من القضاء على أمير كتيبة الفتح عمر بن تيطراوي المدعو يحي أو خيثمة، إلى جانب ذلك يقول متتبعون للشأن الأمني أن حطاب يسعى لتبرئة ذمته مما تقوم به الجماعات الإرهابية بمن فيهم أولئك الذين تبنوا العمل المسلح تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال.