دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الإثنين، بقسنطينة، إلى "مراجعة نمط الاستهلاك" والاندماج في سلوك يتناسب مع ما تنتجه البلاد من ثروة. وفي رسالة له بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطني ال17 للقرآن الكريم الذي تحتضنه مدينة قسنطينة، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، ذكر الرئيس بوتفليقة بأنه كان قد أمر الحكومة بأن تصارح الشعب بحقيقة الوضع "لنندمج جميعا في سلوك استهلاكي يتناسب مع ما ننتجه من ثروة، وإلى الإقلاع عن اقتصاد مستنده الأساسي مداخيل المحروقات إلى اقتصاد متنوع يعتمد على الفلاحة والصناعة والخدمات".كما أشار إلى أنه دعا الحكومة إلى "مرافقة المجتمع من أجل نبذ الإسراف ومحاربة التبذير واتخاذ الإجراءات المناسبة لترشيد الإنفاق العمومي". و يأتي ذلك، نتيجة الأزمات الاقتصادية "الخانقة" التي "طالت ارتداداتها وطننا وتأثرت بسببها مدخراتنا، ودفعتنا إلى مراجعة نمط استهلاكنا ووتيرة عملنا ونشاطنا"، يقول الرئيس بوتفليقة. و أشار في هذا الإطار إلى أنه "من البديهي لكل من عرف الإسلام ورام جوهره وخبر تعاليمه يدرك يقينا أن هذا الدين دين علم وعمل، إذ بهما معا تستقيم الفطرة وتتحقق السعادة ويقوم العدل". بوتفليقة يشيد بمحاربة المجتمع الجزائري للعنف والتطرف وأضاف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من ذات المنبر، بأن المجتمع "استطاع بفضل مرجعيته وحكمة أبنائه أن يطفئ نار الفتنة، ويقضي على التطرف والعنف، ويقف دوما على استعداد لمواجهة الأخطار التي تزحف على أسوارنا، ومحاولات تسلل الطائفية إلى شبابنا". و تابع يقول في هذا الصدد: "يقع علينا نحن الجزائريين واجب الذود عن صورة ديننا السمح الحنيف لأننا عرفنا كيف نجعل من مرجعيتنا حصنا لأبنائنا ضد التطرف، ومنهجا لمؤسساتنا نحو الوسطية والاعتدال، وجعلنا من وطننا مدرسة عالمية للسلم والمصالحة، بفضل وعي شعبنا وتمسكه بالقيم العليا في الوحدة والإيثار وتماسكه الاجتماعي". كما ذكر رئيس الجمهورية بأن الإرهاب "أساء لصورة الإسلام أيما إساءة، وفتن المسلمين قبل غيرهم عن دينهم فتنة عامة، وجعل غير المسلمين يظنون برسول الله صلى الله عليه وسلم الظنون وهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة، ويسيؤون للقرآن وهو كتاب الهداية والتنوير". و إزاء ذلك، دعا رئيس الجمهورية الأئمة و المشايخ إلى "مواصلة الجهد من أجل تحصين أبناء وطننا ضد الأفكار الهدامة، وحمايتهم من دعوات الغلو الطائفي، وإبطال مستندات الإرهاب ومرجعياته المشبوهة، الذي يحاول أن يوظف نصوص الكتاب والسنة ويؤولها على غير الهدى، لتبرير همجيته والدعوة إلى بدعته وضلالته".و من جهة أخرى، توجه رئيس الجمهورية إلى المشاركين في هذه التظاهرة العلمية حيث قال : "إنه ما من شرف تناله النفس، وعلو تسمو إليه مثل مقام يذكر فيه اسم الله وتعظم فيه شعائره و فضاء يرطب فيه اللسان بحلاوة القرآن الكريم الذي تخشع في رحابه الروح، ويفقه العقل ويعمر الفؤاد الإيمان". و أضاف قائلا : "لا غرو وقد التقى في هذا المحفل المبارك أهل العلم والإمامة والدعوة والوعظ, وكذا أهل الزوايا وعمار الجوامع ومعلمو القرآن ومعلماته في هذا المجمع الروحاني المؤثل الذي تربه روح التربية الرشيدة والتزكية السلوكية القويمة التي عمت ربوع الجزائر وسماءها".