من «سودور» إلى بطل «الكونغ فو» ثم متهما بهجمات باريس الدامية دخلت الجزائر لرؤية والدتي المريضة وإخوتي لأجد نفسي متهما بالإرهاب أرتدي نظارات طبية ولا أملك رخصة سياقة فكيف أقود بالإرهابي أبا عود ..! نفى الشاب الجزائري «مهداوي زهير» المقيم بالعاصمة البلجيكية بروكسل الذي يقبع حاليا بالمؤسسة العقابية بتهمة علاقته مع العقل المدبر لهجمات باريس الدامية «عبد الحميد أبا عود»، كل التهم الموجهة إليه والمتعلقة بالانضمام إلى جماعة إرهابية خارج الجزائر، وقال المتهم في حوار حصري له لجريدة النهار على لسان أحد مقربيه من زنزانته بسجن «واد غير» في بجاية، إنه يكره تنظيم «داعش» ويرفض أن يكون ضحية تهويل إعلامي بسبب وجود شبه في الملامح بينه وبين إرهابي ظهر عبر فيديو لقناة «فرانس 24». ولدت وكبرت في الجزائر وبالضبط ببلدية تمقرة في ولاية بجاية، أليس كذلك؟ أجل، إسمي»مهداوي زهير» من مواليد جانفي 1987 من عائلة محافظة، المكونة من والدتي و3 أشقاء وفتاة واحدة كنت أتوسطهم، وترعرعت ببلدية تمقرة ولاية بجاية وأملك مستوى السنة التاسعة اساسي وفشلت في الحصول على شهادة التعليم الأساسي، وبعد ذلك توجهت إلى عالم الشغل وكنت أشتغل في مجال التلحيم باعتبار أن أخوالي مختصصون في هذا المجال وانتقلت للعاصمة من أجل العمل وكسب المال. كيف راودتك فكرة التوجه إلى أوروبا رغم أن مستواك الدراسي لم يكن يؤهلك لتحظى بمنصب شغل؟ ككل الشباب الجزائري «الزوالي»، فكرت في أن أجد مستقبلي في ما وراء البحار، وقررت أن أتوجه إلى «الغربة»، وكان لي ذلك في سبتمبر 2011 بعد أن قمت بإيداع طلب للحصول على تأشيرة للسفر إلى تركيا، وتحصلت عليها ثم توجهت إلى تركيا التي بقيت فيها حوالي 10 أيام. وما كانت وجهتك الموالية؟ كنت شابا لا أتجاوز 24 سنة، وفضلت أن أغادر تركيا لأتوجه إلى أوروبا مرورا باليونان التي بقيت فيها لمدة تقارب 7 أشهر، حيث كنت مقيما بطريقة غير شرعية، وكنت أعتمد في كسب المال على العمل هنا وهناك كباقي الشباب «الحراڤة». وكيف دخلت إلى بلجيكا؟ اخترت بروكسل للإقامة فيها وتعرفت خلال تلك الفترة على شابة بلجيكية والدتها مسلمة وهي ترتدي الحجاب، وقررنا أن نتزوج بعقد شرعي ومدني ببلدية بروكسل، ورزقت بابنتي الأولى التي تدعى»ليا» سنة 2013، حيث تحصلت على بطاقة إقامة.. وهنا أريد أن أوضح شيئا. تفضل.. علمت من المحامي الخاص بي أن وسائل إعلام جزائرية وأجنبية ذكرت أن زوجتي تكبرني ب 25 سنة، وهذا ليس صحيحا، كما أنني لم أهجرها منذ سنتين والدليل أنني رزقت بابني الثاني من زوجتي البلجيكية والذي يدعى «عبيدة» ولا يتجاوز 13 شهرا، رغم أني لا أنكر أن هناك مشاكل بيننا لكنها لا تتعدى أن تكون مشاكل عائلية محضة ككل الأزواج. وماذا كنت تشتغل خلال فترة إقامتك ببلجيكا؟ أنا موظف ببلدية بروكسل وأملك عقد العمل وكل الوثائق التي قدمتها إلى قاضي التحقيق لدى محكمة بجاية عن طريق المحامين، كما أنني تحصلت على إجازة من قبل السلطات البلجيكية لتدريب رياضة «الكونغ فو»، وأنا أحوز على ميدالية ذهبية بعد مشاركتي في بطولة محلية لهذه الرياضة القتالية ببروكسل. هل زرت الجزائر بعد حصولك على الإقامة ولماذا دخلت في هذه الفترة بالذات؟ أجل زرت الجزائر مرتين منذ مغادرتي في 2011، الأولى سنة 2015 والثانية منذ حوالي أسبوعين، حيث أنني سمعت عن طريق أشقائي ووالدتي والذين كنت على اتصال دائم بهم منذ مغادرتي بأن بعض سكان بلدية «تمقرة» أبلغوا مصالح الدرك الوطني بأنهم شاهدوني في شريط فيديو بثته قناة «فرانس 24» وكنت على متن سيارة وأحمل سلاحا من نوع «كلاشنيكوف» رفقة العقل المدبر لهجمات باريس الدامية، لكنني لم أُعِر الأمر أهمية باعتبار أنه لا علاقة لي لا من بعيد ولا من قريب بهذا التنظيم ولا بهؤلاء الأشخاص. وقد أعلمني شقيقي الأكبر أن مصالح الأمن استدعته للتعرف علي لكنه أبلغ الأمن بأن الشخص يشبهني إلى حد بعيد لكنني لست أنا، وأغلقنا هذا الملف نهائيا رغم أنني كنت قلقا قبل دخولي إلى الجزائر، لذلك توجهت إلى قنصلية الجزائرببروكسل وأعلمتهم بالأمر لكنهم أخبروني بأنه لست محل بحث ولم تصدر في حقي أية مذكرة توقيف. وكيف دخلت إلى الجزائر؟ اشتقت لرؤية أشقائي ووالدتي التي أجرت عملية جراحية دقيقة على مستوى عينها، فأردت زيارتها للاطمئنان عليها، لذلك توجهت إلى ألمانيا لاقتناء بعض الأغراض والملابس والحلويات من أجل أبناء إخوتي وإخوتي، والأدوية من أجل أمي، كما أنني لا أملك جوازا فرنسيا ولم أقم في فرنسا في حياتي إلا لمدة 10 أيام ودخلت إلى الجزائر بطريقة عادية وبجواز سفر جزائري عبر مطار هواري بومدين الدولي، وكان زوج شقيقتي في انتظاري بالمطار. وكيف تم توقيفك من قبل مصالح الدرك الوطني؟ لم يتم توقيفي بل أنا من تقدمت بنفسي بعد أيام من دخولي إلى الجزائر إلى فرقة الدرك الوطني ببلدية تمقرة وقدمت كل الوثائق اللازمة وأبلغتهم أن الشخص الموجود في الفيديو يشبهني ولكنه ليس أنا، وتم تحرير محضر لأقوالي وتوجهت عاديا إلى المنزل. وفي اليوم الموالي انتقلت إلى العاصمة لرؤية أقاربي ولكنني تفاجأت باستدعائي من قبل وكيل الجمهورية لدى محكمة آقبو، وتوجهت إلى المحكمة بمفردي ومن دون أي ضغط وكنت أحمل وثاقي وكذا لوحة «تابلات» خاصة بي فيها صور لي ولأولادي وكذا عائلتي، أين تم إيداعي الحبس الاحتياطي بسجن «واد غير» إلى غاية انتهاء التحقيقات. هل تنكر معرفتك بمنفذ هجمات باريس الإرهابي «أبا عود» وعلاقتك بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»؟ ذكرت في محضر النيابة وكذا محضر الأمن أنني لا أعرف هذا الشخص لا من بعيد ولا من قريب، وليست لدي أية علاقة بهذا التنظيم الإرهابي، وقدمت كل الصور والوثائق التي تثبت ذلك إلى جانب أرقام هواتف أصدقائي في بلجيكا، وكذا عنوان شقتي ورقم المساعدة الاجتماعية التي تملك كافة التفاصيل الخاصة بي وسيرتي الذاتية وحسابي على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر»، كما أنني شخص أكره «داعش» وأكره «التطرف» مهما كان نوعه. أنت متهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية خارج الجزائر، وهي تهمة ثقيلة، هل تعتقد أن الأدلة التي قدمتها للعدالة كافية لإثبات براءتك؟
أجل أعترف بأن التهمة ثقيلة لكنني أثق في العدالة الجزائرية باعتبار أن الملف مبني على وجود شبه كبير بيني وبين الإرهابي الذي ظهر بجانب العقل المدبر لهجمات باريس، وأشير هنا إلى أنني أرتدي نظارات طبية باعتبار أنني أصبت بمرض عندما كنت اشتغل في «التلحيم»، حيث ألزمني الطبيب بارتدائها يوميا، إلى جانب أنني لا أملك رخصة سياقة، والشخص الذي ظهر في الفيديو كان يقود السيارة بالإرهابي «أبا عود»، كما أن لي عينان زرقاوان، أما الإرهابي الذي ظهر في الفيديو فعيناه بنيتان، إلى جانب ملامح أخرى تظهر فرقا واضحا بيننا، وهي التفاصيل التي سيعتمد عليها المحامون في مرافعاتهم، وأنا أرفض أن أكون ضحية مزايدات وتهويل إعلامي، أنا الآن أمر بحالة نفسية صعبة، لقد اشتغلت ساعات إضافية ليلا ونهارا من أجل أن أحظى بعطلة لرؤية أمي وأشقائي لأجد نفسي في السجن بتهمة الإرهاب.