أقدم، مساء أول أمس، شاب يبلغ من العمر 27 سنة ''ب. ه''، على إضرام النار في جسمه، كما قام آخر يسمى ''ح.ب''، 29 سنة على خياطة فمه ببلدية المراهنة الحدودية بسوق أهراس. وحسب المعلومات التي استقتها ''النهار'' من الضحيتين المتواجدين بمستشفى سوق أهراس، أنه صبيحة السبت حوالي العاشرة كان ''ح.ب'' يمارس نشاطه التجاري المتمثل في بيعه للفول السوداني والتبغ على الطاولة، إذ أنه يمارس هذه المهنة منذ قرابة 19 سنة. حيث تقدم منه عميد الشرطة وطلب منه الابتعاد عن البيع بهذا المكان نهائيا وقد طلب المعني مهلة لتدبر الأمر، وفي المساء حضر شريكه ''ب.ه'' وتوجها إلى مركز الشرطة من أجل التوسل وإمهالهما حتى يسويان الوضعية واستقبل طلبهم بالرفض من قبل العميد الذي راح يشتمهم حسب قولهم. واحتجاجا على هذا الموقف. و''الحڤرة'' على حد تعبيرهما، قام ''ح.ب'' بخياطة فمه أمام الملأ بإحضاره خيط وإبرة من أحد المحلات وتم تمزيق الخيط بقوة من قبل رجال الأمن إلى حد جرح فمه، ولم يتوقف الدم عن السيلان وتم اعتقاله في مقر الشرطة إلى غاية العاشرة ليلا بعد أن وقع على عدة محاضر دون سماعه، يضيف ذات المتحدث. أما عن ''ب.ه'' فذهب مسرعا واحتجاجا عن الموقف، أحضر دلوا به بنزين و راح يهدد بإضرام النار في جسده ، خاصة بعد مطاردته من قبل الشرطة ولم يبالوا بما يقوله مما أثار غضبه. فرّش جسمه بالبنزين وأضرم النار أمام مرأى الجميع، ولولا تدخل أحد رفاقه وأطفؤا النار بالماء، بعدما أسقطه أرضا لكان مصيره التفحم و الموت. وقد أصيب الضحية بحروق على مستوى الوجه والرقبة من الدرجة الثانية والصدر من الدرجة الثالثة وعند سقوطه أصيب برضوض على مستوى الحوض، نقل على إثرها مباشرة من قبل الحماية المدنية إلى المؤسسة الاستشفائية بسوق أهراس وهو يخضع لحد الآن إلى المعالجة. وقد فتحت مصالح الأمن تحقيقا موسعا حول ملابسات هذا الحادث، وحسب ما أدلت به كل من عائلتي الضحيتين أنهم سيرفعون شكوى ضد المتسببين لدى وكيل الجمهورية. كما صرح لنا سكان بلدية المراهنة أنهم يوم الاثنين سيقومون باحتجاج ومسيرة تضامن سلميين مع الضحيتين من أجل رفع الظلم عنهما، كما صرحوا لنا وأدلوا بشهاداتهم على أن الضحية ''ب.ه''، ملتزم أخلاقيا ودينيا ولا يمارس إلا هذا النشاط منذ مدة طويلة.
