كانت العاصمة آخر محطة من محطات للمترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي نشط بها تجمعا شعبيا قبيل ساعات قليلة فقط عن وضع الحملة الانتخابية أوزارها، وأمام أزيد من 3 آلاف مواطن أغلبهم من الشباب تقاطروا على القاعة البيضاوية منذ الساعات الأولى للنهار حاملين شعارات الدعم والمساندة للمترشح، قدم بوتفليقة آخر خطاب له قبل الموعد الانتخابي. من ذات المكان الذي كان شاهدا على اللحظة التاريخية التي أعلن فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لعهدة رئاسية ثالثة نزولا عند رغبة الطبقة السياسية والمجتمع المدني، آثر هذا المترشح أن تحتضن هذه القاعة أيضا حدث اختتام الحملة الانتخابية بعد 19 يوما زار خلالها جل ولايات الوطن عارضا برنامجه الانتخابي بطريقة مباشرة على الشعب من خلال عدة تجمعات شعبية ونشاطات جوارية هنا وهناك. اتشحت القاعة البيضاوية أو مركب محمد بوضياف باللون الأزرق الذي يرمز عادة إلى الحقيقة والأمل والذي رافق بوتفليقة طيلة حملته الانتخابية في الولايات ال 33 التي زارها، غير أن أكثر ما أثار الانتباه والإعجاب كان الركح الأبيض الذي وقف عليه بوتفليقة لدى مخاطبته للحضور. وقد أضفت الأضواء التي انعكست عليه جوا من الهدوء والسكينة التي كانت تتخللها بين الفينة والأخرى أصوات الحاضرين المهللين بالعهدة الثالثة تارة وبطول حياة بوتفليقة تارة أخرى، ولعل الوصف الوحيد الذي يمكن أن ينطبق على هذه الأجواء هو أنه كان حفلا كبيرا يعلن نهاية حملة انتخابية، وبداية مرحلة جديدة يكون فيها الشعب هو السيد والمقرر. تجمع بوتفليقة في العاصمة، أمس، كان حافلا صنعه جموع الحاضرين-الذين كان أغلبهم من الشباب- توافدوا على المكان منذ الساعات الأولى للصباح حاملين صور المترشح ومرتدين قبعات بيضاء كتب عليها بالأزرق اسمه، بينما آثر البعض الآخر ارتداء قميص يحمل صورته، لتضيق القاعة التي تتسع لأكثر من 3 آلاف مقعد بعد دقائق معدودة من وصول الصحفيين بمن فيها. وقبل وصول بوتفليقة على القاعة قدم كل من السباح سليم إيلاس والسباحة بلمقسولة كلمة دعيا من خلالها كافة الشباب الجزائري إلى المشاركة في الاقتراع يوم الخميس المقبل والتصويت لصالح بوتفليقة. وإلى غاية ولوج المترشح عبد العزيز بوتفليقة إلى القاعة " الشابة" لم تتوقف شاشات العرض عن تقديم الأغاني الوطنية لكبار المطربين الجزائريين، وعلى رأسهم الشاب خالد ووردة الجزائرية التي قدمت أغنية "بلادي أحبك"، كما قدمت مديرية الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة من جهتها شريطا لخص مسار الرجل منذ ثورة التحرير إلى يومنا هذا، متوقفا عند أهم المنجزات والمواقف التي طالما شرفت الجزائر، وعلى أنغام أغنية "بلادي هي الجزائر" للشاب مامي، دخل بوتفليقة إلى القاعة حيث وقف لعدة دقائق ليحيي الحضور ويواصل سماع الأغنية رفقتهم مصفقا تارة ورافعا يديه تارة أخرى. بوتفليقة وفي آخر محطة له، أفرغ ما بقي في جعبته أمام العاصميين، ليصمت بعد ذلك ومعه بقية المترشحين بداية من اليوم تاركين الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الذي سيتخذ قراره يوم الخميس المقبل.