جمعوا تبرعات لمساعدة عائلات المساجين وتحضير «قفة المسجون» غطاء لتمويل المجنّدين الجدد التحقيق طال 27 شخصا منهم 16 نجحوا في الالتحاق بالتنظيم في التراب السوري والعراقي كشفت مصادر موثوقة ل«النهار»، أن الجهات الأمنية والقضائية تواصل عملها الدؤوب للإطاحة بالتنظيمات الإرهابية التي تحاول أن تغرر بالشباب الجزائري وتشبع فكره بالعمل الجهادي التكفيري الناشط بالتراب السوري والعراقي، من خلال مجابهة بعض المجندين السريين الذين يعملون على جر بعض الشباب المغرر بهم للالتحاق بما يعرف بالدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يسمى ب «داعش».استطاعت فرقة مكافحة الإرهاب بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، من الإطاحة بالرأس المجند للشباب بالمحور الجنوبي للعاصمة ببراقي والكاليتوس، وتوصلت إلى 27 شخصا تبين أنه لهم ضلوع بالتجنيد أو التمويل أو الاشادة بالتنظيم والأعمال الإرهابية، من بينهم 12 شخصا متواجدين حاليا بالتراب السوري و4 آخرين متواجدين حاليا بالتراب العراقي. ملابسات القضية وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «النهار» حول الملف القضائي الموجود قيد التقصي من قبل قاضي التحقيق الغرفة الأولى بمحكمة الحراش، مصالح فرقة مكافحة الإرهاب والتحريض بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر، تفيد بتواجد شخص يبلغ من العمر 30 سنة، مسبوق قضائيا، مقيم ببراقي يقوم بتجنيد الشباب الجزائري المغرر بهم للالتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى ب«الدول الاسلامية في العراق والشام»، وبعد التحري المستمر تم التعرف على هوية هذا الأخير يدعى «ز.م» ويكنى «أبو مصعب عبد الودود»، هذا الأخير ولدى استجوابه اعترف بعلاقته بتنظيم «داعش»، وبتجنيده لشباب جزائري من أبناء حيه وضواحيه لالتحاقه بذات التنظيم. مردفا أن تمويل الراغبين في الالتحاق بداعش جاء عن طريق جمع التبرعات من أبناء حيه تحت غطاء مساعدة عائلات المساجين المتورطين في قضايا لها صلة بالجماعات الإرهابية، وذلك باستغلال فواتير الكهرباء والغاز من خلال جمع الإعانات من دون اعتماد من السلطات الإدارية، ونوه إلى أن الفكرة انطلقت من أحد أبناء حيه المدعو «د.ق» الذي تزوج من امرأة سجن والدها في قضية إرهابية سنة 2012، حيث تم جمع له تبرعات لتوفير له «قفة المسجون»، وبعد نجاح ذلك تم المواصلة فيه وتطور الأمر لاحقا بجمع مبالغ مالية لذات الغرض واستعمال الفواتير للتقرب من أبناء الحي، وأنه في أحد المرات تم جمع 40 ألف دج خصص جزء منها لمساعدة «خ.أ» المكنى «أبو تراب» للالتحاق بداعش من دون علم «د.ق»، وذكر المصدر أن «ز.م» قال إن علاقته بالإرهاب تعود إلى 2011، بعد معرفته لأحد أبناء حيه المكنى «أبو مصعب الغريب» المتواجد حاليا ضمن التنظيم، والذي توطدت علاقته به لدى خروجه من السجن إلى أن بلغ إلى مسامعه التحاقه بالتنظيم رفقة شخص آخر من براقي، حيث عرض عليه فكرة الالتحاق وتعذر عليه ذلك حينها الانضمام بسبب عدم حيازته للمال، وأكد أن هذا الأخير سلمه قبل مغادرته هاتفا ذكيا ولقنه كيفية استعمال تطبيق «التيليغرام»، وأضاف المصدر أن جاره سالف الذكر قام بتزكيته لدى الجماعات الإرهابية هناك، وتم إعطاؤه لقبا جديدا «مصعب عبد الودود»، وأعلمه أن مهمته تكمن في تجنيد الشباب المتشبع بالفكر الجهادي وأنه سيباشر بشابين من الكاليتوس، وربطه مع شخص آخر يكنى «أبو معاوي» الذي قدم عرضا بضمان تنقل «أبو تراب» إلى معاقل القتال، وأنه سلم مبلغ 40 ألف دج حصيلة التبرعات لشراء العملة الصعبة، وأنه ظل يتابع الأحداث إلى غاية وصول المجندين إلى تركيا وربطهم مع المكنى «أبو دجانة البتار» المكلف بالتنسيق مع العناصر الجدد، والذي بقي على اتصال معه عبر التطبيق، كما ساعد بتوسط من أحد الإرهابيين السابقين في التحاق شابين آخرين من الكاليتوس بالتنظيم، ويتعلق الأمر بالمكنى «أبو حذيفة» و«أبو عبيدة»، غير أن هاذين الأخيرين تم إيقافهما على مستوى المطار الدولي هواري بومدين، أين حقق معهما ثم أخلي سبيلهما، قبل أن يعاودا المحاولة من جديد، أين تمكنا من المغادرة باتجاه تركيا. وقد كشفت التحقيقات الأمنية أن «ز.م» تمكن في غضون السنوات الأخيرة من تجنيد عدد كبير من الشباب الذي غرر بهم. وكشف المصدر أن المشتبه فيهم سيواجهون تهما تتعلق بتكوين جماعة أشرار والتجنيد والتمويل والدعم وإسناد شباب جزائري للالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي بما يسمى «داعش» ومحاولة الالتحاق بالتنظيم الإرهابي الناشط خارج الوطن «داعش»، والإشادة بالأعمال الإرهابية والتزوير واستعمال المزور والنصب والاحتيال وعدم التبليغ والتستر عن مجرمين مع المشاركة.