كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن حول التفجيرات الأخيرة ، و أسفرت عن تفكيك عدة شبكات دعم و إسناد و توقيف أغلب عناصرها ، عن أساليب جديدة أصبحت تعتمدها قيادة تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "( الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا)، لتجنيد إرهابيين جدد ، حيث كشفت مصادر أمنية قريبة من التحقيق في التفجيرات ، أن قيادة التنظيم أصبحت تستهدف الشباب العاطل عن العمل في الأحياء الشعبية خاصة الذين يعيشون ظروفا إجتماعية متدنية، ليقوم أحد نشطاء التنظيم المقرب من هؤلاء بعرض عليه إعانته لشراء سيارة. و هناك من يتم التكفل بهم بشأن مصاريف الحصول على رخصة سياقة ، و يتحقق حلم الشاب الذي لا يدرك أنها وسيلة لإلحاقه بالتنظيم الإرهابي ، حيث يرمي الإرهابيون من خلال ذلك ، لتعويد مصالح الأمن على هذه المركبة دون أن تنتابها شكوك ، من خلال تنقلات صاحبها و مروره على نقاط المراقبة و الحواجز الأمنية و خضوعه للتفتيش دون عراقيل ، بعد أسابيع أو أشهر ، يتم الإتصال بالمعني ، ليعطي السيارة لشخص آخر لحاجته إليها ، و تستعمل في الأصل ، كسيارة مفخخة في إعتداء إرهابي ، بعد العملية ، يتم الإتصال مباشرة بصاحبها لإبلاغه أنه محل بحث من طرف مصالح الأمن على إعتبار أن السيارة ملكه ، و أمام هذه الوضعية لا يجد الشاب من وسيلة إلا الموافقة على عرضهم بإيوائه و إلتحاقه بصفوف الإرهابيين و هو الهدف الأصلي ،و قد عالجت مصالح المن المختصة في مكافحة الإرهاب ، خمس قضايا في هذا الإطار ، إستنادا إلى إعترافات الموقوفين الذين أكدوا جهلهم لخطة السيارات المفخخة. و تكشف هذه الوسائل مجددا ، عن طرق تجنيد تنظيم" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ، و تعكس عجزها عن إقناع عناصر جديدة بالإلتحاق للنشاط في صفوفها ، في ظل فشل خطاباتها في السنوات الأخيرة ، إلى ذلك ، كانت قيادة التنظيم قد لجأت إلى " تحويل " المجندين للقتال في صفوف المقاومة العراقية ، بعد أن أوهم عناصرها العديد من الراغبين في السفر إلى العراق ، بعلاقتها بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين و أخضعتهم للتدريب ، قبل أن يتم نقلهم إلى معاقل الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، كما حدث لشباب من أحياء بوروبة، باش جراح ، براقي ، ما دفع عائلاتهم اليوم للحديث عن " إختطاف" من طرف تنظيم درودكال، و وجودهم "رهائن" خاصة بعد أن أعلنوا رغبتهم في العودة إلى ديارهم حسبما نقلت عنهم عائلاتهم في آخر إتصالات بهم قبل قطعها نهائيا ، في الوقت الذي كانت تراهن فيه الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، على إنضمامها لتنظيم " القاعدة" لتجنيد عناصر جديدة ، و سبق لقيادة التنظيم أن حددت مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف دج لكل من يلتحق بصفوفها خاصة شبكات الدعم و الإسناد التي تعد مصدر إستمرار نشاطه ، و راهنت على تجنيد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما. و تفيد مصادر قريبة من التحقيقات في هذا الملف ، أن تنظيم"أبو مصعب عبد الودود" ، راهن على أبناء الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم من طرف قوات الجيش في وقت سابق ، وأغلبهم كانوا ينشطون تحت لواء تنظيم " الجيا" ، و هؤلاء من فئة المراهقين، إضافة إلى تجنيد أشقاء و أقارب الإرهابيين الذين لا يزالوا نشطين ، كما كشفت عنه العملية الأخيرة التي عالجتها مصالح الأمن ، و أسفرت عن تفكيك شبكة دعم و إسناد على صلة بالتفجيرات الأخيرة ، كما تشير التحقيقات إلى مخاوف قيادة التنظيم من فقدان عناصرها مما جعلها تفرض رقابة لصيقة و حصارا عليهم ، و كان أفراد خلايا الدعم ، يتنقلون إلى المعاقل ، و يستقرون لأيام قبل العودة إلى ديارهم بعد تلقيهم توجيهات التحرك ، و شراء المؤونة و بعض الحاجيات ، و الإيفاد بالمعلومات ، لتلجأ للترهيب خوفا من تراجع هؤلاء أو إبلاغ مصالح الأمن ، في ظل موجة الإستياء الذي أثارتها تفجيرات العاصمة و دفعت بعض النشطاء لتسليم أنفسهم ،و الحملة التي تشنها مصالح الأمن ضد الخلايا النائمة ، لتلجأ قيادة تنظيم القاعدة لكل الوسائل لتجنيد الشباب في صفوفها ، لا تختلف كثيرا عن وسائل " الجيا" التي كانت قد لجأت في آخر أيام نشاطها إلى توريط الشباب مع أجهزة الأمن ، لإضطرارهم للإلتحاق بها ، و يرى مراقبون ، أن قرار رئيس الجمهورية بإبقاء العمل بميثاق السلم و المصالحة ، من شأنه ضمان عودة هؤلاء " المغرر بهم" ، في ظل تناقل أخبار تفيد برغبتهم في ذلك. نائلة.ب:[email protected]