سجّلت المصالح الاستشفائية قرابة 30 حالة وفاة وأزيد من 2500 مصاب بتعقيدات «الأنفلونزا الموسمية»، التي كانت هذا الموسم حادة جدا، حيث وجّهت وزارة الصحة تعليمات لرفع مستوى التأهب، إذ تعرف هذه الفترة أكثر نسبة إصابة، جرّاء التقلبات الجوية. وحسب ما أكدته مصادر رسمية من معهد «باستور»، فإن مستوى الإصابات عرف ارتفاعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه في المواسم السابقة، إذ وجّهت أوامر لمديري الصحة لتعزيز التكفل بالحالات المتوافدة على المستشفيات، خاصة تلك المعقدة، من خلال الالتزام بالعناية بها، والإعلان عن كافة الإصابات الصعبة، مع إرسال عيّنات من دم كافة المصابين إلى المخبر المرجعي لمراقبة «الأنفلونزا» بمعهد «باستور» في «سيدي فرج». وفي سياق متصل، سجّل المخبر المرجعي ل «الأنفلونزا»، إصابة أزيد من ألفي شخص ب»الأنفلونزا الموسمية»، كما لاحظت الفرق الطبية نشاطا كبيرا للفيروس الخاص ب»الأنفلونزا الموسمية» الذي انتشر على نطاق واسع جدا، بالنظر إلى الظروف المناخية التي تمر بها الجزائر في الوقت الحالي، التي ميزتها التقلبات الكثيرة للجو، وارتفاع نسبة الرطوبة، حيث لقي 30 شخصا مصرعهم، أغلبهم من المسنين ممن يعانون من الأمراض المزمنة، على غرار السكري وارتفاع الضغط الدموي. وفي الشأن ذاته، استقبل المركز الاستشفائي الهادي فليسي «القطار سابقا»، مئات الحالات التي تمّ توجيهها من مختلف مستشفيات العاصمة، تخص أطفالا رضّع وصغارا، لم يتحملوا الإصابة ب»الأنفلونزا»، حيث ظهرت عليهم أعراض الاحتقان الشديد، الحمى وعدم القدرة على التنفس، وكانت التقلبات الجوية وراء ذلك، بسبب الارتفاع والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة. من جهته، أوضح البروفيسور عبد الكريم سكحال، متخصص في الأمراض المعدية والمتنقلة، أن الأسبوع السادس من عام 2017، كان فترة ذروة الإصابة بالفيروس، حيث تشير المعطيات، إلى أن نسبة الإصابة ب»الأنفلونزا» فاقت مرتين النسب التي سجّلت في مواسم ماضية. وقال الأخصائي إنه استنادا إلى المستجدات، فقد أعطت منظمة الصحة العالمية توجيهات لتصنيع لقاحات جديدة بسلالات جديدة، بعد حصر أكثر الفيروسات التي كانت وراء تسجيل الكثير من الإصابات خلال الموسم الجاري، حيث سيتم تصنيعها بداية من شهر جوان القادم، حيث تبين أن فيروس «أيش1 أن1» المعروف ب»أنفلونزا الخنازير» هو الأكثر انتشارا.