أفادت مصادر مختصة في البيئة والفلاحة ل''النهار'' بوجود أكثر من 10 آلاف رأس خنزير بري يصول ويجول في حقول ولاية الطارف التي تتميز بطابعها الفلاحي، وتحتل المرتبة الثانية من حيث النسيج الغابي على المستوى الوطني، وسبق ل''النهار'' أن أشارت إلى خروج مئات الخنازير إلى الطرق والتجمعات السكانية بل قيامها بالرعي بمحاذاة المؤسسات العمومية. سكان ولاية الطارف استشعروا خطر مرض أنفلونزا الطيور رغم تطمينات وزارة الصحة بدرأ الخطر ووضع الاحتياطات الضرورية إلا أن ظاهرة انتشار الخنازير البرية في الولاية تشكل فعلا - حسب ذات المصادر- إنذارا بإمكانية الإصابات بحكم غياب الرقابة وأسباب أخرى تعود إلى منع عملية صيد هذا الحيوان، لا سيما في منطقة الحظيرة الوطنية للقالة التي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 80 ألف هكتارا ورفض السلطات الولائية إرجاع أسلحة المواطنين التي تم انتزاعها في العشرية الحمراء رغم عودة الهدوء واستتباب الأمن، إلا أن نشاط عصابات التهريب تزايد بشكل ملحوظ في الاعتداء على ممتلكات الموطنين الذين سبق وأن اعتصموا أمام مقر الولاية للمطالبة باسترجاع أسلحتهم. وفي هذا السياق، صرح لنا العديد من الفلاحين بأن محاصيلهم الزراعية تتعرض باستمرار إلى الإتلاف بفعل غزو الخنازير، خاصة وأن أهم الزراعات بالولاية تتركز على الخضروات كالبصل والطماطم والبطيخ وهي الأكلات المفضلة للخنازير، كما عثرنا أثناء تجولنا رفقة الفلاحين على عشرات الخنازير الميتة بالحقول ومتعفنة الفرائس، الأمر الذي يدعو إلى الخطر بانتقال أمراض للإنسان لها علاقة بانفلونزا الخنازير وقد لمسنا مخاوف المواطنين بالاقتراب من هذا الحيوان المخرب الذي أصبح يشكل خطرا على مستعملي الطرقات وحراس الحقول دون أن يجد من يردعه بل إنه أكثر الحيوانات حماية نتيجة منع صيده وإبادته. من جهة أخرى، فإن الخنازير البرية تنتقل بحرية بين حدودي الجزائر وتونس بوجودها إلى مرأى ومسمع الجميع بمقربة من مراكز الحدود، الأمر الذي يحول دون تركيز الرقابة على انتشار المرض خارج التراب الوطني على أساس أن المنطقة الجبلية والغابية من ولاية الطارف تتوزع على امتداد الحدود الشرقية مع البلد المجاور، وبانتظار تحرك الجهات المعنية لإعلان الحرب على الخنازير يبقى مواطنو الطارف يدونون في حياتهم اليومية أنفلونزا الخنازير، إلى جانب أنفلونزا الطيور باعتبارها محمية للطيور المهاجرة إلى جانب مشاكل التخلف الشامل الذي حول الولاية إلى بؤرة توتر حقيقية.