الضحية عمرها 8 سنوات وبكتْها كل قرية آيت داود والد الطفلة لينا: «لدينا خلافات سابقة مع القاتل.. وأطالب بالقصاص» اهتز سكان قرية آيت داود ببلدية لفلاي التابعة إقليميا لدائرة سيدي عيش بولاية بجاية، مساء أول أمس الإثنين، على وقع جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، وتدعى «سلامني لينا». وحسب مصادر متطابقة، فإن الطفلة الضحية اختفت قبل ساعات من اكتشاف وقوعها ضحية جريمة قتل، حيث تم العثور عليها من طرف عناصر الدرك الوطني على بعد حوالي 400 متر من منزلها العائلي مقتولة بدم بارد، بعد الإبلاغ عن اختفائها في ظروف غامضة. وقد قادت التحقيقات والأبحاث بعد التبليغ عن اختفاء «لينا»، إلى العثور عليها جثة هامدة مدفونة داخل منزل مهجور غير بعيد عن منزل عائلتها، لتقود التحقيقات حول الجاني إلى اكتشاف تورط جار الطفلة الضحية وهو شاب عمره 22 سنة. وفي هذا الإطار، تفيد مصادر «النهار» أن الجاني قام بقتل الطفلة «لينا» بسحق جمجمتها بصخرة، ليقوم بإخفاء جثتها عبر دفنها داخل منزل مهجور إلى غاية العثور عليها. وقالت مصادر «النهار» إن المصالح المختصة قد باشرت التحقيق مع المتهم الذي انهار واعترف بجريمته، حيث تم الاستماع لأقواله، مساء الإثنين، قبل نقله الى محكمة سيدي عيش لاستكمال التحقيق القضائي مع الموقوف. وقد كثفت مصالح الدرك من تواجدها بالقرية ومحيطها بمجرّد إبلاغها بالجريمة، حيث تنقل محققو الدرك إلى مسرح الجريمة. وقاموا بتطويقه وفرضوا إجراءات مشدّدة للحيلولة دون انزلاق الوضع أو نشوب مواجهات بين عائلتي الضحية والجاني، خصوصا بعد التوصل إلى أن خلافات سابقة بين العائلتين كانت من ضمن دوافع ارتكاب الجريمة. وقد تحولت جريمة القتل الى موضوع الساعة بالمنطقة، حيث لا حديث وسط سكان قرية آيت داود، إلا عن الجريمة المروّعة التي ذهبت ضحيتها طفلة في عمر الزهور. وقد تنقلت «النهار «، أمس، إلى مسرح الجريمة وتجولت بالقرية، حيث وقفت على حالة والحزن والأسى الممزوجة بالصدمة التي ارتسمت على السكان، الذين لم يصدّقوا إلى حدّ السّاعة ما حدث في قريتهم، خاصة عائلة الضحية التي فقدت فلذة كبدها «لينا»، وهي تلميذة في الطور الابتدائي. وحسب شهادات عائلة الضحية وجيرانها الذين رووا ل«النهار» تفاصيل المأساة، فإن الضحية كانت طفلة محبوبة من طرف الجميع ومجتهدة في دراستها، غير أن وفاتها بهذه الطريقة أصابت كل من حولها وحتى زملاءها بالمدرسة بالحزن، إذ أكدت مصادر عليمة أنه تمت إعادة كل تلاميذ قسمها ومعلمتها نحو منازلهم بعد توقيف الدراسة. وقد تحدثت «النهار» إلى والد الطفلة «لينا»، رمطان سلامني، حيث شدد على ضرورة تطبيق القصاص وأن تأخذ العدالة مجراها، مكتفيا بالقول إن خلافات سابقة بين عائلته وعائلة الجاني كانت وراء ما حدث، حيث ظل الأب المفجوع في فلذة كبده يبكي بحرقة، مؤكدا أنه لم يصدق ما حصل لابنته الغالية على يد جارها. وفيما لا تزال الدوافع الكامنة وراء ارتكاب الجريمة غير واضحة ويشوبها الغموض، علمت «النهار» أن عائلة الضحية لم تتسلم إلى غاية ظهر أمس جثمان الطفلة الضحية لدفنها، بسبب برمجة إخضاعها للتشريح الطبي.