سيدتي الفاضلة لقد أحببته.. بهذا أستهل اعترافي المعذب لقد أحببته وعندما أقول إنني أحببته فمعنى ذلك أنني منحته كل العواطف وكل القلب وكل الحب وهو أيضا أحبني. تسألين سيدتي إذن أين المشكل؟ هو أحبني وأنا أحببته ! لا مشكل ! كانت السنة النهائية وفزنا في البكالوريا وانتقلنا إلى مدينة الجزائر، لندرس في الجامعة طبعا صرنا نزاول دراستنا وفق النظام الداخلي للأحياء الجامعية، وفي الأيام الأولى بدأ خطته، بدأ يقص علي حكايته المأساوية.. والده متوف وأمه متزوجة وزوج والدته يكرهه ولا يمنحه حتى حق الكتب الدراسية التي يستعيرها من أصدقائه، وكان علي أنا العاشقة أن أمنحه المال لما يطلب ذلك لكنني صرت أمنحه مبالغ مالية لا تقل عن المليون كل مرة وبهذا المال اشترى كل ما يريد.. ثيابا، عطورا، ساعات، بل وصار يوفر ماله في صندوق التوفير. وذات مساء، خرجت من الحي الجامعي لأشتري بعض الأغراض فرأيته في أحد الأركان، فأغمي علي وسقطت على الأرض وعندما فتحت عيني وجدت نفسي في غرفتي مع زميلاتي ولم أره بعد ذلك لقد أحبني من أجل مال والدي. وأنا الآن أعلنت الحرب على كل الرجال ولن أحب رجلا أبدا، كما أنصح البنات بعدم الثقة بالرجال مهما كانوا . الرد عزيزتي، مؤسف ما حدث معك لكن ما يجب أن تعلميه هوأن ذلك الشاب الذي أحببته لم يحبك بصدق، إنما كان يتلاعب بعواطفك للوصول إلى مراده، وأنت انسقت وراء عواطفه واحمدي الله أنه كشف على حقيقته، قبل ارتباطك به ما أنصحك به هو نسيان أمره بصفة نهائية، والالتفات إلى دراستك قبل ضياعها، يجب ألا تحقدي على الرجال أو تعلني الحرب عليهم، بسبب تجربة فاشلة في حياتك، فهم لا يتشابهون كما تعتقدين، والله سبحانه وتعالى خلق، وفرق وكما خلق الخبيثين خلق الطيبين، وهم كذلك الرجال فيهم الخبيث والطيب وأنت لا زلت في عمر الزهور ويجب ألا تيأسي بل تأملي خيرا وآسعي إلى البحث عن طيب يحبك لذاتك لا لمالك كما فعل الأول معك، لتمنحيه حبا حقيقيا يزيد حياتك بهجة وسعادة . ردت مدام نور