بدأت مشكلتي عندما خضت تجربة عاطفية مع فتاة دامت تسعة أشهر ، أحببتها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وبادلتني نفس الشعور، كنت أطمح للزواج منها لكن دوام الحال من المحال . فقد تعرضت حبيبتي لكلام قاسٍ من طرف أبناء المنطقة حينما علموا أنها برفقتي جرحوا مشاعرها ومسوا بكرامتها وشرفها، أرادت التخلي عني لكنني بقيت إلى جانبها أخفف عنها حتى أنني أقسمت لها بألا أتخلى عنها، فهي قلبي النابض بل ترجيتها ألا تفعل ذلك لكنها لم ترحم توسلاتي ولم تفكر لحظتها بي بقدر ما صممت على الرحيل من المنطقة حتى تسلم من ألسنة الناس . رحلت حبيبتي ولم تخلف وراءها أي أثر يبقيني على اتصال بها، بل ما خلفت لي سوى العذاب والوحدة والألم إلى أن بعث تعالى لي فتاة آية في الجمال، استطاعت أن تمسح دمعي وترجع ابتسامتي، مرت سبع سنوات لحد الآن، عشت معها أجمل الأيام وأحلاها وعدتها بالزواج وأهلي يعلمون بهذا، وقد شجعوني على مواصلة المشوار معها، وأنا في قمة السعادة تفاجئت برسالة مطولة من حبيبتي الأولى تبلغني فيها أنها جد نادمة على رحيلها وتترجاني بالعودة إليها وبدء مشوار جديد كما تذكر أنها لم تنس لحظة واحدة وكل من تقدم لخطبتها ترفضه لأجلي، ولست أدري كيف تحصلت على عنواني ورقم هاتفي الذي اتصلت فيه، وهي تبعت بتوسلاتها خاصة وأنها حاليا مصابة بمرض القلب ، وهذا كله بسبب فراقها عني . سيدتي أنا لم أصارحها أن لي حبيبة غيرها وعلى وشك خطبتها ولا أنكر أن كلامها وبكاءها أيقضا فيّ مشاعر وأحاسيس كانت قد ماتت منذ زمن وأحيانا أجد نفسي أفكر فيها وأتخذ قرار في لقائها، لكنني أتراجع حينما أفكر من جديد أن هذا يعتبر خيانة لحبيبتي الثانية التي لا أريد جرح مشاعرها، إنني أحترق بين نارين نارحبي الماضي ونار حبي الحالي فهل أتخلى عن الحبيبة الثانية وأعود إلى الحبيبة الأولى؟ أم أطلب من الحبيبة الأولى نسياني وهنا أخشى أن يحدث لها شيء بسببي خاصة وأنها مريضة بالقلب ساعديني سيدتي أرجوك أنتظر ردك بفارغ الصبر . مصطفى من مستغانم الرد: حبيبتك الأولى أخطأت حينما قررت الرحيل والتخلي عنك لا لشيء سوى لمجرد إشاعة، رغم توسلاتك فإنها لم تتراجع عن قراراها اسمح لي ان أقول لو أنها فعلا أحبتك بصدق ما كانت لتتخلى عنك تحت أي نوع من الظروف أو الضغوطات، فما حدث معها كان عليها أن تواجهه خاصة وأنت إلى جانبها وتثبت للجميع أن الكلام مجرد إشاعة لا غير، لا أن تضعف وترحل لتترك المجال للقيل والقال يسيء إليها . عزيزي تأكد أنها هي من فضلت الرحيل وعليها أن تتحمل المسؤولية أمام قرارها الذي مضى عليه أكثر من سبع سنوات ، ثم أين غابت طيلة هذه المدة دون السؤال عنك وما الذي جعلها تتذكرك وبالضبط الآن؟ كن أكثر وعيا بالمسؤولية، فأنت لست مجبرا على العودة إلى الماضي والتقيد به حبيبتك الأولى حالما تتصل بك صارحها بالأمر فليس هناك أجمل من الصراحة ولا تخشى شيئا في مرضها، أترك هذا الأمر بيد المولى عز وجل، بعدها حاول نسيانها إلى الأبد والتفت إلى من مدت يدها إليك يوما وانتشلتك من الضياع الذي سببته الحبيبة الأولى، ثم بادر إلى التعجيل في خطبتها حتى تثبت نوايا حبك الصادق وتنعم بفرحتك فهي لاتستأهل خيانة أو جرحا يخدش مشاعرها . ردت نور