يتواجد صانع ألعاب الفريق الوطني السابق ، اللاعب لخضر بلومي، في البقاع المقدسة لأداء العمرة رفقة زوجته، وهي هدية تقدمت بها إدارة "النهار" مباشرة بعد رفع العقوبة التي منعته من مغادرة أرض الوطن مدة عشرين سنة في القضية المشهورة مع الطيب الفريق المصري، وكانت "النهار" قد شاركت فرحة بلومي لحظة مغادرته مطار السانية، ولمعرفة تفاصيل برنامجه في المملكة العربية السعودية وكذا انطباعاته وهو يؤدي مناسك العمرة، اتصلت "النهار" به هاتفيا وأجرت معه هذا الحوار الحصري. عيدك مبارك بلومي، كل عام وأنت بخير، أين أنت الآن ؟ عيد سعيد لكم ولكافة الشعب الجزائري، أنا متواجد الآن بالمدينة المنورة (الحوار أجري ليلة الثلاثاء)، وقد كنت منذ ساعتين بجانب قبر الرسول (ص) وقد انتابني إحساس كبير وشعور لا يوصف كونه متواجد في أطهر مكان على مستوى المعمورة، وقد تفاجأت بالاستقبال الكبير الذي خصوني به منذ دخولي المملكة. من هي الوجوه التي التقيتها أثناء تواجدكم في مكة ؟ شاءت الصدف أن تلتقي كثير من الوجوه الرياضية الجزائرية لأداء مناسك العمرة في العشر الأواخر من رمضان، على رأسهم رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة ورئيس الرابط مشرارة، وكذا سعيد عليق إضافة إلى سيد عبد الرايم مدير وكالة تور، واللاعب خير الدين من قدامى لاعبي أولمبي العناصر. كيف كان الحوار بينكم بعيدا عن الجزائر؟ لقد جلسنا مطولا للحديث عن مستقبل كرة القدم الجزائرية وبعض القضايا العالقة التي مازالت تشغل بال المواطنين. كيف كان الحفل التكريمي المقام على شرفكم بالقنصلية ؟ كان احتفالا جد رائع وكان مبرمجا قبل السفرية بالتنسيق من رئيس جمعية راديوز قادة، والسيد صالح عطية، وقد فاجأوني بهذا التكريم الرائع وتسلمت وسام استحقاق من القنصلية، وأنوه هنا بمجهودات عطية صالح في تكريمه لكل الشخصيات الجزائرية عند تواجدها في الخارج، لقد عشنا لحظات إيمانية واحتفالية في هذا الحفل الذي لن أنساه. ماهي الأشياء التي لفتت انتباهك وأنت في الأراضي المقدسة ؟ أسمح لي أن أنقل لكم وللشعب الجزائري مفاجأة، عند تواجدي بالبقاع المقدسة تقرب مني مواطنون مصريون وقدموا لي التهاني بانفراج الوضعية التي بقيت عالقة، وأقدم لكم سرا أن أحد الوزراء في الحكومة المصرية قال لي أن الشعب المصري والسلطات كانت تتمنى أن تحل القضية نهائيا. وماذا عن الأجواء الإيمانية والروحية؟ كان كل وقتي في العبادة مخصصا للتقرب لله، وكون هذه الأيام لها وقع خاص مرت مرور الكرام، وقد دعوت عند قبر الرسول (ص) وأنا أبكي 5 دعوات، الأولى أن تبقى الجزائر بخير، والثانية أن تكون 2009 أحسن ذكرى وتكتمل بتأهل الفريق الوطني، والثالثة بأن تبقى البلاد آمنة مطمئنة ولا يزيد سقوط ضحايا آخرين، والرابعة دعوت لرئيس الجمهورية بالصحة والعافية وطول العمر لخدمة البلاد والعباد وكل الخيرين في هذا الوطن، أما الخامسة فهي دعوة خاصة للسيد أنيس رحماني المدير العام ل"النهار" والسيدة سعاد عزوز شكرا لهما على المبادرة الطيبة التي أكرموني بها وأجملها على الإطلاق والخاصة بأداء مناسك العمرة. واسمح لي أن أذكر لكم أني حاولت عن طريق رئيس بعثة وكالة السفر التعرف على اسم والد السيد أنيس رحماني، السيد بن سليمان مقدم، ودعوت له عند قبر الرسول (ص)، وهو من القلائل ممن قدموا الكثير للوطن في أوقات المحن عكس أولئك الذين يستغلون أخبار الأمة لقضاء مآربهم. هل التقيتم وجوها رياضية عربية؟ نعم، التقيت أحد لاعبي فريق البحرين القدامى ومن اليمن ولاعب فريق الليبي الذين تعرفوا علي وتقربوا مني، كما أني أحرجت كثيرا من كثرة التقاط الصور وخاصة أني حضرت للعبادة وليس للشهرة، كما أني التقيت مع المغتربين الذين حضروا بأعداد هائلة لأداء العمرة هذه السنة، وقد كان برنامجا خاصا رفقة زوجتي التي كانت سندا كبيرا لي. ما هي أم النقاط التي توقفت عندها في مكة؟ عظمة المكان تنسيك كل شيء، وتفكيري مستقبلا هو أن أعيد طريقة حياتي من جديد، سيكون شغلي الشاغل الكعبة الشريفة وتحضيرا لأداء مناسك الحج. كيف تنظر لمقابلتي الجزائر مع رواندا وزامبيا مع مصر في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات ؟ زامبيا إحدى أقوى الفرق الإفريقية، لو لم تكن هذه المجموعة لكانت قد تأهلت مباشرة، وبإمكانها دحر المصريين لو تلعب ب 50 بالمائة من مستواها الذي الذي أبانته أمام الجزائر، وبإمكانها الفوز على مصر ب 3/0، كما أن الفريق الوطني مجبر على الفوز بأكبر نتيجة وسنكون كلنا مع الفريق في مقابلاته الأخيرة. ما قول بلومي عن العنف في الملاعب والضغينة بين الفرق خاصة ما بين مولودية وهران وأولمبي الشلف ؟ خطأ كبير يقع فيه الأنصار كما الحال بين فريقي البرج وسطيف، ومن الخطأ أن يرتبط سقوط المولودية بمقابلة الشلف، فكيف للاعبين الذين يتقاضون الأموال تبقى علاقاتهم جد عادية عند خسارة المقابلات، بينما الأنصار الذين يجدون صعوبة في اقتناء تذكرة الدخول يخلقون العنف، وهي مناسبة أدعوا فيها كل الأنصار للتعقل وأناشد مسؤولي الفرق أن يخففوا من التصريحات النارية للصحف. هل اشتقت لأرض الوطن؟ نعم، اشتقت للجزائر وخاصة لأبنائي الذين كنت اتصل بهم كل 24 ساعة. ما هي كلمتكم الأخيرة؟ أجدد شكري ل"النهار" لوقوفها معي في هذه الفرصة المتميزة وعلى رأسها المدير العام رحماني، وأقول للجميع أنه في حياتي 4 ذكريات، الكرة الذهبية، هدف الألمان، انفراج قضية مصر وأخيرا زيارة الكعبة الشريفة، وستكتمل بتأهل الفريق الوطني للمونديال، وسعيد بفرحة روراوة وسعدان معي في هذا التأهل.