يجب احترام عبادة الصيام عند اللاعبين ولكل مدرب طريقته في التعامل معها يتحدث التقني والمدرب الأسبق للمنتخب الفرنسي، ميشال هيدالغوا، في هذا الحوار الذي خص به قراء يومية "النهار"، عنوجهة نظره للفريق الوطني الجزائري والمستوى الذي بلغه مؤخرا وكذا حظوظه وحظوظ بقية المنتخبات الأخرى في اقتطاعالتأشيرة الوحيدة المؤدية لمونديال جنوب إفريقيا 2010 بالإضافة إلى أمور تتعلق "بالخضر" تكتشفونها من خلال هذا الحوار... ألو صباح الخير السيد هيدالغو ؟ صباح الخير من معي ؟ معك يومية "النهار" الجزائرية، كتقني وخبير في شؤون كرة القدم نود محاورتك لعرفة رأيك ووجهة نظرك حول المنتخبالوطني الجزائري، هل هذا ممكن ؟ بطبيعة الحال تفضل. بداية، هل أنت على دراية بالنتائج التي يحققها المنتخب الوطني الجزائري في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 ؟ أكيد، أظن أن العديد من المتتبعين يدركون أن الفريق الوطني الجزائري يحتل حاليا ريادة ترتيب مجموعته في التصفياتالمزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 وهذا عقب النتائج الايجابية التي حققها أمام منتخبات رواندا، مصر وزامبيا. إذن ما هي قراءتك للترتيب الحالي وحظوظ كل منتخب في اقتطاع التأشيرة الوحيدة في المجوعة الثالثة المؤهلة لمونديال جنوبإفريقيا 2010 ؟ أظن أن القراءة الأولية بطبيعة الحال تكون مبنية على النتائج، لأن النتائج أول مقياس يعكس مستوى المنتخبات، وبما أن المنتخبالجزائري يتواجد حاليا في الريادة وبفارق 3 نقاط كاملة عن الملاحقين المباشرين مصر وزامبيا مع عدم تسجيله أي انهزام إلىغاية الآن، فإنه يبقى المرشح الأول لحد الآن لاقتطاع تأشيرة المونديال، ولكن يبقى التأكيد في الجولات المتبقية أكثر منضروري لأنها تكتسي أكثر أهمية من سابقتها. لا أدري إن كنت تعلم أننا سنستقبل المبارتين القادمتين على التوالي أمام زامبيا ورواندا بالجزائر ونتنقل في آخر جولة لمواجهةالمنتخب المصري بالقاهرة. لا لم أكن أعلم، اسمح لي، إذن أقول أن الجزائر تبقى أوفر حظا مقارنة بالمنتخبات الأخرى، لأن استقبال المنتخبات الوطنية فيغالب الأحيان بأرضية ميدانها وأمام أنصارها يعطيها دائما أولوية الخروج بنتيجة ايجابية ولهذا أظن أن الجزائر لديها فرصةلا تعوض من أجل بلوغ المونديال، لكن يبقى الحذر من منتخب واحد أظن أنه سيكون المنافس الوحيد للجزائر خلال ما تبقى منمشوارها في التصفيات. من هو ؟ المنتخب المصري بطبيعة الحال، يجب ألا ننكر أن الكرة المصرية شهدت سيطرة بارزة على كرة القدم الافريقية خلال السنواتالأخيرة، باعتبارها تُوّجت بالطبعتين الأخيرتين لكأس أمم افريقيا، وبالتالي احتمال إحداث هذا المنتخب للمفاجأة وارد في أيلحظة، بالنظر للتجربة التي يتمتع بها لاعبوه الذين أظهروا إمكانات كبيرة، والدليل فوزهم على المنتخب الإيطالي في كأسالقارات الأخيرة التي جرت بجنوب إفريقيا. إذن ترشح المنتخب المصري لمنافسة الجزائر على تأشيرة المونديال ؟ مقارنة ببقية المنتخبات الأخرى، نعم، يجب الحذر من المنتخب المصري الذي يبقى المرشح الثاني للمونديال في نظري. استندت في ترشيحك للمصرين كثاني منتخب لمنافسة الجزائر بفوزهم على الإيطاليين، لكن هل تعلم أن الجزائر فازت وديابملعبها على منتخب الأوروغواي في الوقت الذي تعادلت فيه مصر بالقاهرة أمام منتخب غينيا ؟ في الحقيقة، لقد تابعت نتائج اللقاءات الودية التي جرت مؤخرا، ومن بين النتائج التي لفتت انتباهي عبر وسائل الإعلام الفوزالذي حققه المنتخب الجزائري على نظيره الأوروغوياني، عندها أدركت أن المنتخب الجزائري اكتسب حقا الثقة في نفسه، لأندرجة تطور أي منتخب تظهر أمام منتخبات قوية على الصعيد العالمي، ومن دون شك فإن الجميع يعلم أن الأروروغواي بطلالعالم مرتين ويسجل حضوره تقريبا بانتظام في منافسات كأس العالم ورغم تراجع مستواه مقارنة بالسنوات الماضية إلا أنالكرة الأوروغويانية لديها مكانة وهيبة خاصة على الساحة الدولية، أما عن نتيجة اللقاء الودي بين المنتخب المصري ونظيرهالغيني فلم أكن أعلم بها. ألا ترى أن احتمال لعب مباراة فاصلة بين الجزائر ومصر بالقاهرة في آخر جولة من التصفيات وارد ؟ ربما قد يحدث، باعتبارهما أكبر المرشحين لنيل تأشيرة المونديال في نظري. كتقني ومختص في كرة القدم، كيف ترى المواجهات التي تلعب خلال شهر رمضان باعتبار الفريق الوطني سيستقبل المنتخبالزامبي في المباراة القادمة يوم 6 سبتمبر خلال هذا الشهر ؟ صيام رمضان عبادة للاعبين المسلمين يجب احترامها، لأن كرة القدم شيء والعبادة شيء آخر، لكن تبقى نقطة أخرى تتعلقبأثر الصيام على اللاعبين خلال المباريات وهذا شيء آخر كذلك، يبقى للمدرب رأيه الخاص في طريقة التعامل معه من أجلإيجاد حل أو مخرج يصب في مصلحة الفريق الوطني ولا يمس بالمعتقد الديني للاعبين. في نظرك، ما هي النصائح أو الرسالة التي يمكنك توجيهها للمدرب الوطني رابح سعدان في ظل المعطيات والنتائج الحالية قبلخوض اللقاءات المتبقية في التصفيات ؟ اسمح لي، ولكن مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان يقوم بعمل كبير والدليل على ذلك النتائج الحالية التي يحققها مع المنتخبالجزائري، ولهذا فهو أدرى مني بالنصائح التي يقدمها للاعبيه، لكن الرسالة الوحيدة التي يمكن أن أقدمها عبر جريدتكم، هيتهنئته أولا على النتائج التي يحققها الآن، كما أتمنى له النجاح والتوفيق في المشوار المتبقي من التصفيات من أجل تحقيق التأهلللمونديال، وهنا أريد إضافة شيء آخر... تفضل... الجزائر بلد لديه تاريخ كروي عريق استطاع أن يفرض نفسه في المحافل الدولية، وخاصة خلال سنوات الثمانينات، أين كنتأتابع نتائجه عن كثب عندما كنت على رأس العارضة الفنية للمنتخب الفرنسي، وكان يحسب ألف حساب للمنتخب الجزائري منقبل أكبر المنتخبات العملاقة آنذاك على غرار المنتخب الألماني الذي فوجئ بانهزامه في مونديال 1982 أمام رفقاء ماجروبلومي، واليوم أظن أن الفرصة مواتية وكبيرة من أجل عودة الجزائر للمونديال من بابه الواسع. مارأيك في اللقاء الودي المبرمج بين المنتخب الجزائري ونظيره الفرنسي في حال تأهل هذا الأخير مباشرة للمونديال من دونإجرائه لمباريات السد ؟ لقد سمعت بهذا اللقاء، لكن أظن أنه لم يترسم لحد الآن ويبقى مرهونا كما قلت بتأهلنا للمونديال من دون إجراء لقاءات السد، وأناشخصيا أتمنى تأهل المنتخب الفرنسي والجزائر للمونديال والتقائهما في مباراة ودية خاصة في ظل الاستفاقة التي يشهدهاالمنتخب الجزائري والتي ستفيد الطرفين. وهل ستحضر هذه المواجهة في حالة ترسيمها ؟ ربما، لم لا ؟ يبقى هذا حسب الظروف. كيف يرى هيدالغو انتقادات التقنيين الموجهة للبطولة الفرنسية التي أصبحت توصف بالضعيفة، وصِلتها بتقلص المحترفينالجزائرين في صفوف المنتخب الجزائري للاعبين فقط والبقية من البونديسليغا، الكالتشيو، البريمرليغ وبطولات أوروبية أخرى؟ أنا أخالفك رأي المنتقدين تماما، لأن البطولة الفرنسية تبقى من أقوى البطولات الأوربية بل إنها أصبحت مصدر دعم الطولاتالتي سبق وأن ذكرتها بأحسن اللاعبين على الصعيد العالمي، وإلا كيف تفسر تهافت العديد من الأندية العملاقة على اللاعبينالذين ينشطون في البطولة الفرنسية على غرار انتقال الدولي الفرنسي الجزائري الأصل كريم بن زيمة لنادي ريال مدريدالاسباني، أما بالنسبة لتقلص محترفي الجزائريين في البطولة الفرنسية ووجود لاعبين آخرين ينشطون في بطولات أوروبيةأخرى فهذا أمر طبيعي ومكسب لكرة القدم الجزائرية، ولكن لا تنسى أن غالبية هؤلاء تخرجوا من مدارس كروية فرنسية. ومن هو اللاعب الذي يجلب اهتمامك حاليا في المنتخب الجزائري ؟ من دون شك، كريم زياني، أنا جد معجب بالفنيات التي يتمتع بها هذا اللاعب الذي يعد أكبر محرك في المنتخب الوطنيالجزائري، كما تابعت مشواره مع أولمبيك مرسيليا، وتعاقد نادي فولسبورغ بطل ألمانيا الموسم المنصرم مع زياني أكبر دليلعلى اقتناع مسؤلي هذا النادي بإمكانات زياني الذي أتنبأ له بمستقبل زاهر وأحسن في تجربته الجديدة بالبونديسليغا. هل يوجد في أجندة ايدالغو برمجة خاصة لزيارة أخرى للجزائر ؟ حاليا لا توجد أي زيارة عمل أو شيء من هذا القبيل، ولكن زيارتي للجزائر واردة جدا خلال الأيام القادمة باعتباري أتواجد فياتصال دائم مع صديقي ناصر بويش الذي التقيته مؤخرا في باريس وعرض علي زيارة خاصة للجزائر وأعطيته موافقتيمباشرة، لكن لم نحدد بعد اليوم بالضبط إلا أن زيارتي تبقى مبرمجة بطبيعة الحال. وهل دار الحديث بينك وبين بويش حول المنتخب الوطني الجزائري ؟ نعم، لقد قلت له أن منتخب الثمانينيات في طريق عودته للمحافل الدولية بعد النتاج الايجابية التي حققتموها. إذن ما عسانا في الأخير إلا أن نقول لك مرحبا بك في كل وقت بالجزائر ونشكرك على هذه الدردشة ونترك لك كلمة أخيرة. لا شكر على واجب، نحن في خدمة الصحافة الجزائرية، كلمتي الأخيرة هي أمنيتي بالتوفيق والنجاح للمنتخب الجزائري خلالما تبقى من مشواره التصفوي من أجل اقتطاع التأشيرة المونديال وإعادة أمجاد الكرة الجزائرية وشكرا.