لم تشفع الدموع التي كان يذرفها المتهم "أمين.ز" 20 سنة ولا عبارات الأسف والندم الصادرة عنه، ولا حتى تصريحاته طيلة جلسة المحاكمة الخاصة بغياب نيته في ارتكاب جريمة القتل البشعة وإزهاق روح الضحية" مليك "عون حماية مدنية له أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في جلستها المنعقدة أمس، والتي أدانته بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا، بعدما أدانته النيابة العامة كون جميع القرائن ثابتة في حقه، وبالاعتماد على صحيفة سوابقه العدلية الحافلة بالجرائم على الرغم من صغر سنه، متعلقة أساسا بحمل أسلحة بيضاء محظورة. المتهم في هذه القضية شاب صغير تظهر عليه ملامح الحزن والإنهاك التي خيمت على ملامح وجه السمح البريء، والدموع التي أغرقت ملابسه الأنيقة التي كان يرتديها، وبخطى ثابتة تقدم من هيئة المحكمة ليسترجع أسوء ذكرى في حياته، وبنبرة محتشمة وصوت متردد كان يجيب على أسئلة قاضي جلسة، حيث أكد أن الضحية ابن حيه بالقصبة، لكن لم تجمعهما أي علاقة خاصة وأنه يكبره سنا، لكن هذا لم يمنع الضحية من مضايقته واستفزازه في مناسبات عدة، ووصل به الأمر إلى ضربه ومنعه من الجلوس بالحي وهو الأمر الذي حز في نفسه كثيرا، لتتطور الأمور يوم الواقعة - حسب تصريحات المتهم التي جاءت متطابقة عبر جميع المراحل وأمام هيئة العدالة- والتي تعود إلى ليلة 9 نوفمبر من السنة الماضية عندما كان "أمين" قاصدا صديقه الذي يملك محلا تجاريا للاتفاق على صفقة، أين تقدم منه الضحية الذي كان جالسا أمام دراجة نارية رفقة أصدقائه وقام بسبه وشتمه ثم تبعه ولكمه، وهنا اغتنم المتهم فرصة تقرب رجال الأمن منهما وقام بالفرار باتجاه منزله الكائن بالقصبة السفلى لتناول وجبة العشاء، ثم حمل سكينا من الحجم الكبير خبّأه بين ملابسه وخرج إلى قاعة الألعاب، وهناك وجد الضحية ينتظره، أين أمسك به وبدأ بشتمه ومن ثم أراد استدراجه إلى مكان خال، غير أن المتهم"أمين"رفض الذهاب معه فدخل معه في عراك حاد أسقطه أرضا وقام بضربه ضربا مبرحا ثم كسر قارورة زجاجية وضربه بها، وهنا استل المتهم سكينه ووجه له عدة طعنات يجهل عددها، ومن شدة خوفه وتأثره، خاصة وأنه شاهد الضحية يسقط أرضا وجسمه تتطاير منه الدماء هرب وهو يصرخ طالبا النجدة من أبناء الحي الذين سارعوا إلى عين المكان ووجدوا "مليك" يصارع الموت في ركن مظلم، ولأن المكان بعيد عن الطريق استغرقت عملية نقله وقتا طويلا مما جعله بفقد الكثير من الدم ليلفظ أنفاسه الأخيرة بالطريق إلى مستشفى، أما المتهم فقد خلد إلى ركن من الحي ينتظر آخر التطورات للحالة الضحية بعد أن أخفى السكين بقبو العمارة . وفي السياق ذاته تأسس والدا الضحية طرفا مدنيا وأكدا أن المتهم تسبب في كارثة أسرية بقتل فلذة كبدهما، حيث أصيب كلاهما بالضغط والسكري .