مثل أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة المدعو (ق. محمد)، البالغ من العمر 27 سنة، بتهمة القتل العمدي والضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، وهي القضية التي بدأت بين والد المتهم والضحية وانتهت بجريمة قتل كان سببها الأول قلة الإحترام وآخرها “الرجلة” وفقدان الأعصاب، والذي أوصل المتهم وراء القضبان. تعود وقائع القضية، حسب تفاصيل المحاكمة، إلى شهر ماي من السنة الماضية، عندما تلقت عناصر الضبطية نداء من قاعة العمليات بأمن ولاية البليدة مفاده وقوع شجار عنيف على مستوى السوق الخلفي لسوق الشهيد قصاب بالبليدة، لتتنقل عناصر الأمن فورا إلى عين المكان ويتبيّن أن الضحية قد تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى من طرف أعوان الحماية المدنية، فيما لاذ مفتعل الشجار والمتسبب في إصابة الضحية (ب.م) بالفرار إلى وجهة مجهولة. وكشف التحقيق في القضية عن الأسباب التي كانت وراء ارتكاب الجريمة، والتي بدأت بعد أن قام الضحية بلطم وركل والد المتهم في وقت سابق، فيما قال الأب في روايته أمام هيئة المحكمة إنه كان يومها بالسوق الخلفي عندما اصطدم به الضحية بواسطة دراجته الهوائية، فطلب منه أن ينتبه، غير أنه وبدل الإعتذار عاد أدراجه وانهال عليه ضربا. وقال شهود إنهم رأوا الواقعة بالفعل، وجرت كما سردها الوالد، وفي ذلك الوقت لمح الابن المتهم والده والدماء تنهمر من وجهه، ولمّا عرف هويّة غريمه ذهب إليه ليثأر لأبيه ودخلا في شجار عنيف، وأخرج المتهم سكينا صغيرا يحمله معه لطبيعة عمله ليقوم بطعنه، ولمّا رآه ساقطا أرضا أخذ والده وابتعدا عن المكان.. لتتكفل مجموعة من الباعة بالاتصال بالحماية المدنية لنقله. وبادر المتهم بتسليم نفسه بعد قرابة 20 يوما من الفرار، واعترف بقتل الضحية دون قصد، وإنما جاء الأمر بحكم الشجار الذي وقع بينهما، مضيفا أنه يوم الحادث وبمجرد سماعه بموت الضحية اختبأ طيلة تلك الفترة بمنطقة بني علي في الشريعة بدافع الخوف قبل أن يقرر تسليم نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن الأب استفاد عقب الاعتداء الذي تعرض له من شهادة طبية تفيد بعجزه عن العمل 7 أيام، فيما كانت الطعنات القاتلة التي تعرض لها الضحية بواسطة سكين المتهم على مستوى القفص الصدري، بالإضافة إلى جروح على مستوى الصدر والبطن. من جهتها طالبت هيئة الدفاع عن المتهم (ق. محمد) بإحاطته بأقصى ظروف التخفيف، خاصة أنه بادر إلى تسليم نفسه لرجال الأمن، كما أنه لم يقصد إزهاق روح الضحية بل كان في حال غضب طبيعي ومفهوم عن والده المسن الذي وقع ضحية طيش المرحوم، الذي دفع حياته ثمن اعتذار كان بإمكانه تقديمه للشيخ عندما اصطدم به.