تسلح المناصرون الجزائريون الذين سافروا على متن رحلات جوية متوجهة إلى العاصمة السودانية الخرطوم لمساندة ''الخضر'' في لقائهم المصيري أمام الفراعنة، أمس، بالحلويات والسجائر والصابون، ضاربين عرض الحائط بكل الضروريات الأخرى، كونها لن تفيدهم بشيء على حد قولهم. الكابريس، الشمة والدخان أولى من الملابس وقد فضل الكثير من المناصرين الذين التقيناهم وهم يتأهبون لمغادرة التراب الوطني نحو السودان والذين افترشوا أرضية المطار، نقل الحلويات معهم لمقاومة الجوع هناك طالما أن الأكل سيفسد لا محالة خصوصا وأنهم علموا أن الحرارة هناك جد مرتفعة وقد تتلف ما سيكون بحوزتهم من مأكولات، ومن بين هؤلاء أحمد، الذي تسلح بالكابريس والسجائر موضحا في هذا الإطار ''الكابريس تمنحني القوة ولن أقلق إذا لم آكل، فالمهم هو الفوز''. أما رياض من بوشاوي بالعاصمة فقد حمل معه كميات من الشوكولاطة والشمة حتى لا يؤلمه رأسه، حسب قوله، فيما قام صديقه خالد بالتزود بقارورتي ماء معدني وكمية من السجائر وأقراص مضادة للصداع، مبررا ذلك بخوفه من ارتفاع ضغطه واشتداد الصداع عليه. كنزة وسهام اللتان التقيناهما في مطار هواري بومدين على أهبة الاستعداد للسفر إلى السودان، كانتا برفقة أصدقائهما وكانوا في انتظار أن يحضر لهم أحد ''معارفهم'' التذاكر من الداخل بعد أن أغلقت كافة الأبواب والشبابيك. وبعد دردشة قصيرة معهما عرفنا أنهما تسلحتا رفقة زملائهما بالحلويات والتفاح فقط، إلى جانب الصابون و''شامبو'' الشعر، كونهما علمتا أن الخطوط الجوية الجزائرية قد نقلت أمس كمية هائلة من الأغذية والأطعمة لفائدة مناصرينا في السودان، فيما فضل ''عمر''، فاروق''، ''سمير'' و''نسيم'' أخذ كمية من الصابون الصلب وحتى السائل، تجنبا للأمراض كما قالوا. نشير هنا إلى أن هذا الرباعي كان ينتظر الرحلة فقط، على عكس الكثيرين الذين قضوا ليلة بيضاء هناك في سبيل الظفر بتذكرة تمكنهم من الالتحاق بمن سبقوهم، وكانت آخر جماعة التقيناها قادمة من وهران والذين نقلوا معهم ''المبرجة'' والماء والتمر لمقاومة الجوع والعطش، إلى جانب الملابس، فيما تنقل السواد الأعظم من المناصرين من دون أي أمتعة، حاملين فقط وثائقهم الثبوتية، التذكرة، جواز السفر والنقود بالعملة الصعبة. ''لانريد السفر.. أعيدوا لنا جوازاتنا فقط'' هذه كانت رغبة الكثير من الشباب والنساء الذين شهدوا أول أمس العملية التخريبية التي تعرضت لها بعد المرافق بالمطار والتي جاءت حسبهم نتيجة استفزازات رجال الأمن لبعض الشباب''المهوس''، موضحين لنا أنهم قضوا ليلتهم في العراء تحت الرطوبة الخانقة وأنهم تجرعوا المرارة ليلة أمس لأنهم وجدوا أنفسهم ضحايا فعل لم يرتكبوه، ذنبهم الوحيد أنهم كانوا موجودين لحظة الوقائع، وفي الموضوع يقول يزيد من باتنة: ''كل ما أريده الآن هو أن استرجع جواز سفري، لا أريد الذهاب إلى أي مكان طالما أنهم منعونا من الذهاب وكسروا ''كلمة'' الرئيس، نريد استرجاع وثائقنا والعودة إلى ذوينا''، أما فرحات من بجاية فقد أصر على الذهاب مهما كانت الظروف وقال أنه سينتحر في حال رفض السلطات سفره، خاصة وأن رفاقه سبقوه إلى السودان، كما صادفنا قبيل خروجنا زمرة من الشباب الذين زرعوا الحماسة في نفوس المسافرين وبددوا جزء من الغمامة التي كانت هناك وجو القلق المشحون والذين أظهروا لنا جميعهم جوازات سفرهم وثمن البطاقات، راجين السماح لهم بالسفر وتزويدهم بالتذاكر لمناصرة ''الخضرا''.