يواصل المصريون حشر أنفهم فيما لا يعنيهم، وهو ما يؤكد على أن درس أم درمان في السودان كان جد قاس عليهم، فعلى الرغم من أن قرعة كأس العالم التي جرت أول أمس بمدينة كاب تون الجنوب إفريقية، لم تكن تعنيهم لا من بعيد ولا من قريب، بعد أن تمكنا من إخراجهم مطأطئي الرأس بعد صاروخ" عنتر يحي، إلا أن التعليقات الاستفزازية من قبل المتعصبين المصريين، كانت تدل على حالة "الغيظ" الكبيرة التي يعيشها هؤولاء الذين مازالوا لم يهضموا إقصاء منتخبهم أمام "رجال" الجزائر، الذين عاهدوا الشعب على التأهل فأوفوا بعهدهم. وخلال إطلالتي القصيرة على المنتديات المصرية، وعلى المواقع الرياضية المصرية وحتى على الصحافة المحلية، وقفت على كم "الحقد" الكبير الذي يكنه أبناء فرعون للجزائر، من خلال الشتم الذي مازال متواصلا، والذي يبدوا أنه لن يتوقف على اعتبار وقع الصدمة الكبيرة والمدوية التي مازالت قائمة، إلى جانب الجهر بأن مناصرتهم ستكون علنية لإنجلترا التي كانت تستعمرهم لمدة 72 سنة كاملة، والتي لم يجرأ أي أحد على التذكير بهذا الموضوع، إلى جانب افتخارهم بالمنتخب الأمريكي الذي اعتبروه بالمنتخب "الشقيق"، ونفس الحال بالنسبة للمنتخب السلوفيني، في حين أن العدو الوحيد في المجموعة الثالثة هو المنتخب الجزائري بإجماع، ما يؤكد على عدم تحلي آل فرعون بالروح الرياضية، لأن كل هذا البغض والحقد مراده تأهلنا باستحقاق وجدارة إلى المونديال، وشخصيا كنت أتوقع ذلك، فماذا كنّا ننتظر من شعب أعلن ولائه للكيان الصهيوني، في حال ما أوقعت أي مباراة مستقبلية ما بين المنتخبان، غير أن هذا الشرف الذي يحلمون به "الأشقاء" المصريون في مناصرة بني صهيون، لن نمكنهم منه لأن الجزائر أكبر من أن تواجه كيان "الخنازير"، إلى جانب تعليقات أخرى لا نفهم ما دخل "آل فرعون" فيها، الذين سيكتفون بمشاهدتنا في التلفزيون، ونقول لكل شرفاء العرب وشرفاء مصر، ارفعوا رأسكم لأن الجزائر ستشرفكم في المونديال، ولم يقتصر الحال على المنتديات والمواقع، بل امتد الأمر إلى الصحافة المصرية التي حرفت تصريحا للمدرب الإيطالي للمنتخب الإنجليزي "فابيو كا بيلو"، الذي أكد على أن المنتخب الوطني الجزائري منتخب خطير، دون أن يشير إلى المنتخب المصري لا من بعيد ولا من قريب، غير أن الصحافة المصرية سرعان ما حرّفت الموضوع، وأكدت أن خطورة المنتخب الوطني الجزائري مرادها بالأساس إلى تمكنه من الفوز على منتخب "الفراعنة"، وكل ذلك لإشباع عقدة التعالي لدى المصريين، الذين مازالو لم يهضموا الإقصاء المرّ، الذي كان لهم على يد "محاربي الصحراء" في موقعة أم درمان يوم 18 نوفمبر المنصرم.