دعت شخصيات سياسية و نواب و أعضاء من مجلس الشيوخ و منتخبين محليين و جامعيين و مناضلين في الحركة الجمعوية و رجال الثقافة إلى التخلي عن النقاش حول الهوية الوطنية في فرنسا بالنظر إلى المنعرج الخطير الذي يتخذه هذا النقاش و الآراء العنصرية التي انجرت عن ذلك. و أكد الموقعون على العريضة التي نشرت اليوم الإثنين في جريدة "ليبيراسيون" أنه "منذ عدة أسابيع أضحت النقاشات حول الهوية الوطنية تشكل فضاءات للتعبير عن العنصرية إلى حد التشكيك بشكل ضمني أو جلي بشرعية وجود فئات من السكان على الترابالفرنسي" متأسفين "لوجود عدد هام من الإجتماعات التي تشعر بالخجل كونها تثير ضمائر الجمهوريين و الديمقراطيين المتمسكين بقيم التعايش". و تتمثل أهم الآراء التي تبرزها الإجتماعات المنعقدة على التراب الوطني في "تصريحات عنيفة حيال المهاجرين و أبنائهم و نظرة تهكمية عن +شباب الضواحي+ و تلميح عنصري حيال العرب". و بعد أن تأسفوا لكون بعض المسؤولين السياسيين "انساقوا وراء التنديد و الإدانة" اعتبر الموقعون على العريضة أن "الناقش حول الهوية الوطنية يعد عاملا لإثارة الحقد و التشتيت عوضا عن توطيد التمسك بقيم الجمهورية و السعي إلى الدعوة إلى التعايش". و ذكروا بأن "العنصرية في فرنسا لا تعد رأيا بل جنحة" مؤكدين أن "الافاض العنصرية التي تطلق خلال الإجتماعات التي تنظمها الولايات تعد خطيرة لدرجة أن الدولة دعمت شرعية التعبير عن أفكار لا مكان لها في فضاء عمومي" و أن هذا النقاش من شأنه أن "يهدم نهائيا أسس التعايش".