يرى خبراء أمنيون؛ أن التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود )، سعى لتنفيذ عمليات اختطاف، بهدف الحصول على الفدية وتمويل التنظيم، وأيضا لتحويل الأنظار عن الوضع الداخلي المتردي، والخلاف المتواصل حول شرعية الإعتداءات الإنتحارية. وتشير تقارير أمنية إلى أن التنظيم الإرهابي قد يتجه إلى استهداف العاملين بالشركات الغربية، على خلفية "أنهم أهداف مشروعة "، وهو ما يؤكد مجددا اعتماد قيادة درودكال منهج "الجيا" التكفيري. ويقول جوستين كرومب رئيس قسم الإرهاب ومخاطر البلدان في شركة "تيرلينغ اساينت "البريطانية، المختصة في تحليل الأوضاع في مختلف بلدان العالم في هذا الشأن "، أن انتقال الجماعة السلفية أو ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى موريتانيا ومالي، قد أضاف قوة إلى موقفها، سيساعدها على اجتناب الانشقاقات الداخلية الحاصلة فيها حول أمور خلافية؛ من قبيل شرعية العمليات الانتحارية من عدمه، فضلا عن القوة التي يمثلها هذا التوسع، في مقابل الجهود الكبيرة التي تبذلها الولاياتالمتحدة وحلفائها في مواجهة القاعدة والإرهاب." وأضاف:" أن الإرهاب يتنامى في المنطقة الصحراوية، وليس هنالك من شك بأن القاعدة في المغرب العربي، تحاول أن تمتد في سيطرتها لتشمل مناطق نحو الجنوب" استنادا إلى الهجمات الأخيرة التي حدثت في مورتانيا ومالي والنيجر. ونقل موقع غلوبات بوست، أن الهجوم الأخير هو "دلالة واضحة على تعاظم نشاط التنظيم في المنطقة الواقعة على أطراف المنطقة الصحراوية، المتضمنة أجزاء من بلدان شمال إفريقيا مثل موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر". ويتوقع المحللون المختصون بشؤون تنظيم" القاعدة" العربي، بأن يزيد التنظيم من هجماته، مع ازدياد الوجود الغربي في مناطق المغرب العربي، نتيجة للاستثمارات التي تنوي الشركات الغربية القيام بها، وبالأخص فيما يتعلق باستكشاف واستخراج النفط. ويرى جيوف بورتر من شركة أوراسيا للاستشارات، في مقال نشر في مجلة "سنتينال" الأميركية المختصة بشؤون مكافحة الإرهاب، أن التنظيم الإرهابي قد يستهدف عمالا في الشركات الغربية لا يكونون بالضرورة غربيين، بالقول:" حتى وإن قررت الشركات الغربية العاملة في هذه الدول تقليص عدد عمالها، فإن التنظيم الإرهابي"، يعتبر مواطني دول شمال إفريقيا العاملين لدى الشركات الأجنبية، أهدافا مشروعة تتم استهدافها". ويؤكد الخبراء ما سبق أن أشارت إليه "النهار"؛ يتعلق بتنفيذ مرتزقة بمنطقة الساحل عمليات الخطف و"بيع" المختطفين" إلى جماعة درودكال. وتأتي عمليات الإختطاف الأخيرة بمالي وموريتانيا التي تبناها التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، في وقت يشهد فيه التنظيم تراجعا لافتا في نشاطاته الإجرامية، وعجزه عن تنفيذ اعتداءات انتحارية، كان يراهن عليها للعودة إلى واجهة الأحداث، مقابل فقدانه أبرز أمرائه المسؤولين عن التخطيط والتجنيد.