يرى مختصون في الشأن الأمني ومتتبعون لمسار التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، أن اختطاف الرعية الفرنسية شمال شرق مالي نهاية الأسبوع الماضي، مؤشر على أن "قيادة درودكال تنفذ "خطة طريق" أيمن الظواهري الرقم الثاني في تنظيم "القاعدة"، الذي كان قد دعا تنظيم الجماعة السلفية أو ما يطلق عليه فرع "القاعدة " في منطقة المغرب الإسلامي، إلى ضرب المصالح الفرنسية في منطقة المغرب وإفريقيا التي تراهن عليها اليوم "القاعدة" لتحويل نشاطها بعد فشلها في أفغانستان وباكستان ويحاول تنظيم دروكال من جهته، من خلال هذه العملية، تأكيد ولائه ميدانيا للظواهري الذي يعد مرجعية التنظيم الإرهابي، وكان قد بارك الإعتداءات الإنتحارية في الجزائر، بعد أن ظهر الظواهري صوتا و صورة في أشرطة "الفيديو" الأخيرة التابعة للتنظيم الإرهابي، بدل أسامة بن لادن بشكل "لافت جدا"، وتشير عملية اختطاف الرعية الفرنسية، إلى أن قيادة درودكال باشرت تنفيذ توجيهاته التي وردت في خطابات سابقة، موجهة لما يسميه "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتضمنت تحريضا على استهداف المصالح الغربية خاصة الفرنسية. ويستبعد متتبعون للشأن الأمني، أن يتحدث التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، في البيان الذي يتبنى فيه عملية اختطاف الرعية الفرنسية، عن طلب "فدية" مقابل الإفراج عنه، و توقع هؤلاء أن تلجأ قيادة التنظيم إلى طرح جملة من المطالب و الشروط، مقابل الإفراج عن معتقلين تابعين لتنظيم "القاعدة" في فرنسا، ومطالبة الحكومة الفرنسية ب"تغيير سياستها الخارجية" و قضية منع الحجاب و... حيث درجت قيادة درودكال على التغطية على أهدافها الحقيقية من عمليات اختطاف الرعايا والسياح الأجانب الذين تم الإفراج عنهم مقابل ملايين أورو، دون أن يتحقق ولا مطلب من الشروط غير المادية التي طرحتها في بيانات سابقة، بعد حصولها على "الفدية". نشرت مؤسسة "الأندلس" للإنتاج الإعلامي، وهي الجناح الإعلامي للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود) الجمعة الماضي، بيان "تهنئة" بمناسبة عيد الأضحى، دون أن تشير فيه إلى قضية اختطاف الرعية الفرنسي شمال شرق مالي ليلة الأربعاء إلى الخميس. "أبو زيد " لا يبلغ قيادة دروكال إلا بعد تسلم الرهينة وتفيد مراجع متطابقة؛ أن إصدار بيان التبني كان مرهونا بوصول المختطف لدى الجماعة الإرهابية، بعد تسليمه سالما من طرف "الوسطاء" في العملية، وهم مهربون ومرتزقة، تم تجنيدهم لتنفيذ هذه العمليات بمنطقة الساحل واحتجازه في "مكان آمن". ويشدد هؤلاء؛ على أن الهدف الأساسي من عملية الإختطاف، هو الحصول على فدية، في ظل الوضع الحالي للتنظيم وتجفيف أبرز منابع التمويل، لكن قيادة درودكال ستوظف هذه العملية لإثارة الصدى الإعلامي، والعودة إلى واجهة الأحداث وتحويل الرأي العام عن وضعها الداخلي، ثانيا؛ سيحاول التنظيم الإرهابي استغلال اختطاف الرعية الفرنسية، لطرح جملة من المطالب و"الشروط" لتحريره، قد لا تخرج عن مطالبة الحكومة الفرنسية بالإفراج عن معتقلين جزائريين وأجانب في فرنسا تابعين لتنظيم "القاعدة"، حيث درجت في العمليات الأخيرة؛ على عرض هذه الشروط للتغطية عن الهدف الحقيقي المتمثل في "الفدية"، حتى لا يظهر التنظيم ك"عصابة" تعتمد الخطف للحصول على المال، لكن مراقبين يلفتون الإنتباه إلى أن قيادة التنظيم الإرهابي، ستلعب كثيرا على قضية إعدام الرهينة البريطانية قبل 6 أشهر، للضغط على الحكومة الفرنسية للتأكيد على قدرتها على تنفيذ تهديداتها، في حال عدم الإستجابة لمطالبها، بعد أن كانت تصنف ضمن "تهديدات فقطّ"، ولايستبعد أن تطالب بفدية ضخمة. إفريقيا ملاذ "القاعدة " والرهان على فرع المغرب الإسلامي وتكشف هذه القضية مجددا؛ أن منطقة نشاط خلية الإختطافات التابعة لكتيبة طارق بن زياد بإمارة الصحراء، تبقى شمال مالي، في ظل التنسيق بين شبكات التهريب مع الجماعات الإرهابية، خاصة وأن العارفين يؤكدون أنها منطقة شاسعة لا تخضع لأية تغطية أمنية.