عادة ما يكون يوم خطوبة الإنسان هو أسعد أيام حياته، كما كان الحال تماما بالنسبة لعبد الحفيظ من العاصمة الذي يروي لنا قصته... ..."تعرفت عليها عن طريق العائلة، بعدما رأتها أمي في أحد الأعراس، حينها أعجبتها وكلمتني في الموضوع، فوافقت مباشرة واتصلنا بأهلها ووافقوا هم كذلك، وبعدها حددنا موعد الخطوبة، تكلمنا أنا وهي عن طريق الهاتف، وكانت جد سعيدة وراضية حسب ما سمعت منها، وأنا كذلك كنت أقاسمها نفس الفرحة، وأنتظر يوم الخطوبة بفارغ الصبر، وكان ذلك اليوم في فترة الصباح من أسعد أيام حياتي، حين استيقظت باكرا واشتريت كل ما يلزم من ملابس، ورود وحلويات، وبينما أنا عائد إلى البيت، تلقيت اتصالا هاتفيا من أمها تطلب مني أن أنسى ابنتها، لأنها غيرت رأيها وانتهى الأمر بالنسبة لهم، شعرت وقتها وكأن الدنيا توقفت للحظات، ولم أستطع استيعاب الفكرة آنذاك، وكأن الله أخذ مني عقلي لحظتها، لكي لا أفكر في نفسي، وأول من فكرت فيه هي أمي، كيف سأخبرها بالأمر؟. وبينما أمها تتكلم، سألتها لماذا الآن؟ فأخبرتني أن ابنتها متعلقة بشخص آخر، ولم تشأ الإفصاح عن ذلك حتى اليوم. عدت بعدها إلى البيت تاركا الورود والحلويات داخل السيارة، وعندما دخلت، وجدت أمي قد جهزت نفسها، وكذلك أختي وخالتي وجدتي، ولم يكن ينقص إلا أنا.... "لكم أن تتخيلوا خيبة الأمل التي شعر بها هؤلاء عندما أخبرهم عبد الحفيظ بالأمر، وكان ذلك اليوم في فترة الصباح من أسعد أيامه، لكن عند المساء الأسوء على الإطلاق". العروس الحزينة ليس عبد الحفيظ فقط، وإنما هناك أشخاصا آخرون عانوا من الغدر بأبشع صوره، ومن بينهم الأخت "سناء" من تلمسان، التي تحّول عرسها إلى شبه جنازة، بسبب الغدر، حيث تقول في رسالتها... "لقد قمنا بكل ما يلزم، من قطعِ الشرط والفاتحة وكل ما يجب فعله، واتفقنا أنا وهو على أن يكون الشرط بدفع مؤخر، كونه لم يكن جاهزا آنذاك، وبينما أنا أحضر نفسي واشتريت كل ما يلزمني من فساتين وجهاز وحضرنا الحلويات، وبعدما أخرجت حتى بطاقات الدعوة ووزعتها، وكنت أسعد امراة في تلك الأيام، ومع اقتراب موعد العرس، لاحظت أنه لم يعد يتصل بي كما كان في السابق، فقلت لعله "يعزز نفسه"، بما أنه بقي أسبوع فقط على موعد الزفاف، أو لأنه منهمك في التحضير، بقيت أتخذ له الأعذار حتى وصلت ليلة العرس، حينها اتصل بي ولاحظت من نبرة صوته الحزن، فسألته ما إن كانت لديه مشاكل؟، وشعرت وكأنه يريد الإفصاح عن أمر ما يدور بباله، وقلت بما أنه لم يحضر "الصداق" المتفق على تسليمه ليلة الزفاف، فربما يعاني من نقص في المال، فاقترحت عليه المساعدة وأرسلت له مبلغا معتبرا، وفي صبيحة يوم الغد، جهزت نفسي وسرحت شعري، ثم ارتديت طاقم الخروج والبرنوس، وبقيت أنتظر، لكن هاتفه كان مقفلا، وكذلك عائلته، لا أحد يرد!!، بقيت أنتظر وأبكي حتى حان وقت آذان المغرب، فطلب مني أبي أن أنزع ذلك اللباس وبأني لن أخرج من بيته في الظلام. وفي اليوم الموالي، ذهبت أمي إلى بيته خفية عن أبي، فأخبروها أن ابنهم أخذ جواز سفره وسافر إلى الخارج، مستعملا ذلك المبلغ الذي سلمته إياه، وأكثر من هذا، وجدت أنه باع كل العفش الذي اشتريناه، ومن بينه حاجياتي الخاصة التي أرسلتها مع "التروسو"، ومذاك الحين وأنا أبكي وأصلي وأدعو الله أن يأخذ بالحق. الرد: يا أخي "عبد الحفيظ" ويا أختي "سناء"، أظن أنكما عانيتما من نفس المشكلة تقريبا، وشعرتما بنفس الإحباط، أتفهم ذلك وليس بالأمر الهيِّن أن يجد الإنسان نفسه في مثل هذه المواقف، خاصة في يوم كان يحسبه من أسعد أيام حياته، ولعلك يا أخي "عبد الحفيظ" لاحظت أن قصة "سناء" أكثر إثارة وتأثيرا من قصتك، وهذا بتقديري الخاص، لكونك رجلا وقادر على التحمل أكثر منها، ولم يصل بك الأمر إلى غاية تحضير العرس وخسارة كل شيء بين يوم وليلة، ولهذا، أرجو أن تحمد الله على أن الأمر لم يصل بك إلى ما وصلت إليه "سناء" ، وأؤكد للأخت "سناء"، أن هناك قصصا أخرى لنساء وصل بهن الأمر إلى غاية الزواج وإنجاب الأبناء، وبعد ذلك، ظهر ما ظهر من أزواجهن، وأصبحن يعانين من مشاكل، لو اطلعتي عليها، لحمدت الله على أنه أبعده عنك، بعدما كنت على شفى حفرة من الوقوع في زواج، ربما لا يحمد عقباه، وكذلك أنت يا "عبد الحفيظ"، ولعل ذلك حقا كان من أسعد أيامكما، لأني سمعت قصص بعض الأشخاص يقول فيها أصحابها، يا ليتنا أدركنا الوضع ليلة زواجنا، فلما كنا اليوم في هذا الجحيم.... أرجو لكما السعادة والهناء وأظن ذلك إن شاء الله، كونه وعدنا بأن بعد العسر اليسر ثم إن بعد العسر يسر . فيصل كرشوش قصيدة الغدر واش حكايتك يا لغدر يا لي تفرق بين لحباب تدخل بين اللحم والظفر وتفرق من كانوا قراب تدخل بين الناس وتخّّسر بين الخاوة وبين الصحاب ما بينهم تزرع الشر وتخليهم يحصدوا العذاب واش نقول أو واش نهدر وحتى نألف ألف كتاب ما نظنّش بلي رايح نقدر نقولك كامل واش راني حاب قلبي منك راه معمر عملتنا حاجات صعاب لو كان ماشي ربي يستر لو كان رانا تحت التراب لو كان الواحد راه نتاحر ولا راهو يشرب الشراب ولا يتكيف ولا يقمر ويهلك روحو وبلا سباب وين تحب تدخل تقدر من الشقة تاع الباب ولا تمشي مور الظهر وما نديرولكش كامل حساب الغدار تردو يهدر ويقول كلام بزاف شباب والمغدور يّولي حاير بين لكذب وبين الصواب يوّلي يشوف روحو طاير مع الحمامة فوق السحاب ولا يشوف الورد داير ومفرّش من فوق التراب كيفاش رايح يجيب خبر بلي بلي هاذيك لحمامة غراب ولا كيفاش راح يفكر بلي الورد يكون كذاب شحال من واحد خاطرو تكسر تنحرق كيما الشمعة وذاب طول اليل بايت ساهر يبكي بالدموع هذاك ما صاب شحال من واحد كان يفكر باش يروح ليها خطّاب هاذاك النهار ناض وبكّر أو واش قدر كامل جاب طريق كامل فالطفلة يشكر مع والديه ومادارش حساب بلي الطفلة صابت واحد اخر وهو رايحين يردوه من الباب شحال من واحد كان مقرر على يامات يكتب الكتاب واش شرطولو كامل دبّر ويزيد من عندو يا من صاب لما طلع نهار واحد اخر فتح الباب قّدّامو صاب ردولو قّشّو وهو لا خبر وما سمع منهم حتى جواب وشحال من واحدة كانت تحظّر في عرسها وعرضت لحباب وكاين الي لحقت حتى تتصدر وعريسها نهار عرسو غاب والناس تحكي والناس تهدر وهي تبكي وزادولها عذاب قالك ما عندهاش الزهّر حبت واحد وخرج كذاب وشحال من واحدة خانها الدهر بعد الزواج تبدل الحساب لقات زوجها إنسان آخر ماشي هذاك الي جاها للباب وشحال من واحدة زوجها يقمر ويدخل لعشيا يريح بالشراب وهي وولادها بايتين للشر وما عندهومش باش يشرو كتاب شحال من دار وشحال من قصر شحال من كوخ بسبابك راب وناسوا كانوا عايشين فالستر تكشفوا وانت الي كنت سباب شحال من بيت كان معمر كاب بناسوا مشبح وشباب دخلت ليه رديتو يصفر او ورقة الطلاق قدام الباب ربعة حيوط وشويا تصاور علاش تفارقوا الأم والأب أنت السّبة يا الغدر يا لي تفرق بين لحباب تدخل بين اللحم والظفر وتفرق من كانوا قراب تضرب واحد بواحد اخر تخلطلهم كامل لحساب ولما الواحد يخدع لاخر تفرح وتفوّت نهار شباب اتفرقهم أو تطفّر خلاص درت وش كنت حاب تروح تحوس على وحد اخر كشما تفرق زوج حباب هاذي حكايتك يا لغدر يا لي غالط في لحساب يالي داير روحك شاطر ونسيت بلي الله تواب وبلي هو سبحانو يغفر لذاك الغدار ايلا تاب أو في لحظة سبحانو يقدر يعاود يجمع زوج حباب ويخلف شي بشي وحد اخرة ويعوض دوك ليام الصعاب والي تنغدر عندو أجر يلقاه في يوم الحساب أما نتايا تبقى مبّحر وغير تجري من باب لباب حتى تلحق للباب اللخر الي هو باب لعذاب تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة