كشف الدكتور بقاط بركاني ، رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين، أنه بالإضافة إلى حملة المقاطعة التي عرفتها الحملة الوطنية للتلقيح ضد جائحة "آيتش1 آن1"، فإن الآلاف من كميات اللقاحات المتواجدة في المؤسسات والمراكز الإستشفائية، سيكون مصيرها سلة المهملات، بسبب عزوف المواطنين عن تلقي اللقاح. وأوضح بقاط في اتصال مع "النهار"، أن العديد من المراكز الإستشفائية تمارس الاقتصاد على حساب الصحة، حيث تعمد إلى الامتناع عن تلقيح المواطنين الذين يقصدونها، إلى أن يبلغ عددهم 10 أشخاص، مشيرا في هذا الصدد أنه بالإضافة إلى الخسارة الكبيرة التي لحقت الوزارة بسبب مقاطعة اللقاح، فإنها ستتحمل خسارة أكبر بسبب الإقبال الضئيل والمحتشم على حملة التلقيح، حيث يتم استخدام جرعة صالحة ل 10 أشخاص، ليلقح بها شخص أو شخصان على الأكثر، ويكون مصيرها بعد ذلك سلة النفايات بعد 12 ساعة بسبب انتهاء صلاحيتها، بالإضافة إلى ذلك، قال بركاني إن الجزائر لن تكون عرضة لموجة ثانية من جائحة "آيتش1 آن1"، بسبب التقلبات الجوية التي حالت دون انتشار للفيروس على نطاق أكبر، خاصة وأن الأجواء السائدة مشمسة أكثر منها غائمة ما يكبح انتشار الوباء، وفي هذا الشأن أكّد بركاني أن التلقيح خلال شهر ماي لن تكون له أية جدوى، بسبب تغيّر سلالة الفيروس. وعلى صعيد متصل ذكر بركاني، أن الوزارة عوضا أن تقود حملة الهلع والترويع من الفيروس، بحجة أنه قاتل واللقاح يشفي، كان الأجدر بها أن تتخذ سياسة التطمين، وتحاول استعادة الثقة التي فقدتها بسبب التضارب الكبير في التصريحات بين المسؤول الأول عن القطاع وأعوانه، موضحا في هذا الشأن أن الوزارة ركزت جل اهتمامها على تقديم قائمة بعدد الموتى والمصابين بالفيروس، وكأن الجزائر في حرب، دون أن توضح لهم مدى خطورتها من عدمها، كما أعلنت عن الانطلاق في حملة التلقيح في الوقت الذي دخل فيه العاملون في الأسلاك الطبية في إضراب منذ قرابة شهر، وهو الأمر الذي يدل على بيروقراطية التسيير المنتهجة من قبل الوزارة الوصية، التي حاولت التغطية عن عجزها بشن حملات طرد ضد إطاراتها، مع تهديد الأطباء الذين وجهت إليهم أصابع الاتهام، في حين أن المشكل الحقيقي يكمن أساسا في غياب تام للشفافية من طرفها، حيث قامت باستقدام ملايين الجرعات المضادة، في إطار حملة لم تكن في المستوى، قوبلت بمقاطعة شبه تامة من طرف الأسلاك العاملين في الصحة، الحوامل وكذا أعوان الشرطة، وعن لجوء الوزارة إلى المساجد لإقناع الجزائريين باللقاح، ذكر رئيس العمادة أن الأمر لن يكون مجديا حتى ولو تم الاستنجاد بالكاتيدرائيات.