كان شريط الفيديو الأخير الذي نشرته مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي الجناح الإعلامي للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت عنوان "الحقوا بالقافلة"، مؤشرا للمختصين في الشأن الأمني على عودة التنظيم الإرهابي إلى أعمال السطو على وكالات البريد والبنوك والإختطاف والإعتداءات على مقرات الأمن وكذلك الإغتيالات الفردية، في ظل العجز عن تنفيذ اعتداءات انتحارية، بهدف جمع الأموال والأسلحة بعد تجفيف منابع التمويل. وكان الشريط الذي يتكون من جزءين قد نقل صور إرهابيين يتدربون في معسكرات بالمعاقل الرئيسية للإرهاب، على الرمي وحصار ثكنة وتنفيذ كمين، وعكس ذلك استيراتيجية التنظيم مستقبلا في اللجوء إلى تنفيذ هذا النوع من الإعتداءات التي تراجعت في وقت سابق، بعد أن اعتمد التنظيم الإرهابي منهج الإعتداءات الإنتحارية التي كانت تخلف حصيلة ثقيلة، وتحقق صدى إعلاميا واسعا محليا ودوليا، كما أنها لا تخلف خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين، باستثناء الإنتحاريين منفذي الإعتداء. إقحام الإرهابيين الأجانب في الإعتداءات لتطويق الخيانة والإختراق ويشير مختصون في الشأن الأمني، إلى أن نداء "الحقوا بالقافلة" وسلسلة الدعوات المستمرة للشباب، للإنضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي في البيانات، "تندرج في إطار استيراتيجية تجنيد إرهابيين، لتنفيذ هجمات على مقرات الأمن"، خاصة تلك الواقعة في المناطق الجبلية والغابية لتحقيق صدى إعلامي وأيضا للسطو على الأسلحة في ظل تجفيف منابع التمويل على الحدود، وإحباط مصالح الأمن لتهريب شحنات هامة من السلاح باتجاه المعاقل بمنطقة الوسط، لكن مسؤولا أمنيا على صلة بملف مكافحة الإرهاب، لا يستبعد محاولة قيادة التنظيم الإرهابي تنفيذ اعتداءات لتحويل الأنظار و إيجاد منفذ للإرهابيين المحاصرين، للإفلات من الحصار الأمني كما وقع أول أمس بالقادرية، عند الهجوم على مقر الفرقة الإقليمية للدرك بالقادرية "قد تكون لفك الحصار عن المعاقل." إلى ذلك؛ تفيد المعطيات المتوفرة، أن هذا النوع من الإعتداءات كان فاشلا لتراجع قدرات منفذيه، خاصة وأن أغلبهم حديثي الإلتحاق بالنشاط المسلح ومحدودي الخبرة حيث سبق تنفيذ هجومين على الفرقة الإقليمية للدرك بإيعكوران بولاية تيزي وزو، و أسفرت عن القضاء على 3 إرهابيين، وتردد أن درودكال هو من قاد العملية الثانية، و فشل الإعتداء الإرهابي أيضا على مقر أمن دائرة واضية قبل أشهر، وتكون قيادة التنظيم الإرهابي قد عادت إلى الإعتداءات على المقرات الأمنية، بعد عجزها عن اختراق الإجراءات الأمنية على هذه المقرات، على خلفية الإعتداءات الإنتحارية، ويعود فشل منفذي الإعتداءات الإرهابية إلى إقحام المجندين الجدد الذين "خضعوا إلى فترة تدريبات محدودة"، حيث تتفادى قيادة درودكال المغامرة بقادتها لقلة عددهم، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها في استخلاف الأمراء الذين سقطوا في السنوات الثلاثة الأخيرة. تحذيرات من احتمال وقوع عمليات إرهابية استعراضية من جهة أخرى؛ تم تجنيد الأجانب في تنفيذ هذه الإعتداءات، وذلك استنادا إلى إفادات تائبين و إرهابيين موقوفين، إضافة إلى ظهور أجانب خلال التدريبات في شريط "الحقوا بالقافلة"، وتمكنت قوات الجيش من القضاء على إرهابيين موريتانيين قبل أسبوعين بالمسيلة، ويتم الرهان على العنصر الأجنبي كثيرا لتطويق الخيانة والإختراق والتوبة. وتؤكد عملية السطو على وكالة بريد بتيزي وزو، معلومات أوردتها "النهار" في عدد سابق. حول توقعات بالعودة إلى أعمال السطو خاصة بمنطقة القبائل، التي كانت قد شهدت سلسلة من أعمال السطو على البنوك ووكالات البريد عام 2005، وقام إرهابيون قبل يومين بالسطو على وكالة بريد بتيزي وزو، واستولوا على حوالي 260 مليون سنتيم. وتحدد هذه الإعتداءات ملامح استيراتيجية التنظيم الإرهابي مستقبلا، تتمثل في السطو و الإختطاف وتكثيف الحواجز المزيفة، للحصول على المال والسلاح للتجنيد وتمويل النشاطات الإرهابية. وتتوفر أجهزة الأمن على معلومات استخباراتية، تتعلق بتخطيط التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لسلسلة من الإعتداءات الإستعراضية العام الجاري، لتدارك فقدان العديد من قادتهم، وقال مصدر أمني على صلة بمكافحة الإرهاب " إن هناك توقعات بتكثيف النشاط الإرهابي في هذه الفترة المهمة نفسيا للإرهابيين، لرفع معنوياتهم وتنفيذ اعتداءات استعراضية "، خاصة في العاصمة والمدن الكبرى. وجددت أجهزة الأمن تحذيراتها لأفرادها، بتوخي الحذر واليقظة " من احتمال تعرض منشآت رسمية وأمنية لاعتداء إرهابي"، وتعزير الأمن بمحيطها.