تجاهل البيان الذي أصدرته ما يسمى مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي، التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة القتال، مصرع أبرز الأمراء الذين تم القضاء عليهم في كمائن للقوات الخاصة، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين. ولم يشر إلى سقوط هؤلاء في عمليات عسكرية متقاربة، واكتفى نهاية الأسبوع، بنشر ما وصفه ''تقرير'' عن أهم الإعتداءات الإرهابية، وحرص في محاولة لرفع معنويات أتباع التنظيم الإرهابي، على تأكيد ''سقوط ضباط سامين''، في عنوان البيان الذي تحدث فقط عن مصرع ضابط في الجيش برتبة رائد، وذلك عند دوسه على لغم مزروع خلال عملية تمشيط ببومرداس، سبق للصحافة الإشارة إليها. نشرت ما يسمى مؤسسة ''الأندلس '' للإنتاج الإعلامي التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود'' بيانا ثانيا مؤرخا في 8 ديسمبر الجاري، بعد يوم واحد من البيان المقتضب الذي تبنت فيه عملية اختطاف فرنسي وإسبان بمالي و موريتانيا، تضمن الاعتداءات الإرهابية التي تم تنفيذها خلال الشهرين الأخيرين. اغتيالات فردية تكشف تراجع القدرات ودرجت قيادة التنظيم الإرهابي، إلى نشر ما تصفه ''تقارير إخبارية'' بدمج العديد من الإعتداءات، في محاولة لإعطاء الإنطباع على كثافة نشاطها على مستوى عدة مناطق، في ظل انعدام اعتداء يثير صدى إعلاميا وخلف حصيلة ثقيلة، لكنها قامت في البيان الأخير بالإشارة إلى اختطاف فرنسي بمالي وإسبان بموريتانيا، للتأكيد مجددا على أنها جماعة إرهابية إقليمية. ويشير البيان إلى اعتداءات إرهابية؛ تمت باستخدام قنابل تقليدية وليس كمائن واشتباكات، وهو ما يعكس ضعف قدرات الأفراد على خلفية أن القنابل برأس خبراء ''هي سلاح الضعيف''، كما أن مفعولها كان ضعيفا، بدليل أنه خلّف إصابات بجروح طفيفة، كما نقل البيان الإغتيالات الفردية التي استهدفت مدنيين كانوا مسلحين في وقت سابق، حيث نقل خبر اغتيال حارس بلدي بقرية أولاد علال ببومرداس، وهو لاينتمي حاليا إلى السلك، و محاولة اغتيال رئيس مفرزة الحرس البلدي ببني عيسى بولاية تيزي وزو، الذي كان على متن سيارته بدون سلاح. وقال البيان أيضا؛ أنه تم ''غنم'' سلاحي عوني الحرس البلدي بالزوبيرية بولاية المدية، وهو غير صحيح، على خلفية أن العونين كانا مجردين من السلاح، عندما تنقلا إلى المنبع على بعد أمتار من مقر المفرزة، للتزود بالماء. اعتداءات إرهابية وهمية لمواجهة الإحباط الداخلي واللافت؛ أن البيان استند فقط إلى الأخبار الأمنية التي نشرتها الصحف الوطنية، دون تفاصيل أخرى تعكس عدم توفره على معلومات حول الإعتداءات، في غياب التنسيق بين الخلايا بعد حل اللجنة الإعلامية، حيث تم نقل أخبار وهمية، قد يكون أهمها اغتيال دركي وإصابة شرطيين بجروح ببويعقوب بولاية قسنطينة شرق البلاد، وسبق لمسؤول في القيادة الجهوية الخامسة للدرك بقسنطينة أن فنّد هذا الخبر، وأيضا القضاء على 3 إرهابيين بمنطقة كاف لكحل بجبل الوحش، وجاء في البيان أن هؤلاء من أفراد الجيش (...) وجاءت الإعتداءات موجزة جدا دون تفاصيل، خاصة فيما يتعلق بالكتيبة أو السرية التي وراء تنفيذها، حيث تمت الإشارة إلى اغتيال 7 من حراس الشركة الكندية بواضية في كمين، على أن عددهم تسعة وأنهم كانوا '' يحاربون الإرهاب''، في حين كانوا حراس الورشة وليسوا ''باتريوت''. وكان البيان - برأي مراقبين- موجها للإستهلاك المحلي، وأيضا لتفعيل وجود ما يسمى مؤسسة ''الأندلس '' للإنتاج الإعلامي المنشأة حديثا، التي تأخرت عن نشر بيان تبني اختطاف الرعايا الأجانب بمالي ومو ريتانيا، وجاءت صياغته لاحقا رديئة وسطحية.