خرج أمس، المئات من الأطباء العامين والأخصائيين في مسيرة جابوا خلالها المستشفى الجامعي مصطفى باشا، وهم يحملون شارات سوداء تنديدا بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والإصلاح المستشفيات في حقهم، ومرددين شعارات ''من البطاطا إلى الصحة الأمور لن تسير أبدا يا بركات''. وقد طوقت مصالح الأمن أمس، كل المنافذ المؤدية إلى مستشفى مصطفى باشا خوفا من انزلاق الوضع، عقب المسيرة التي قادها الأطباء لأكثر من ثلاث ساعات تنديدا بسياسة بركات التي وصفوها بالفاشلة، في الوقت الذي قررت التنسيقية الوطنية للأطباء أمس، خلال الوقفة الإحتجاجية التي نظمتها كل من النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية بالتنسيق مع الأطباء الأخصائيين في المستشفى الجامعي لمصطفى باشا في العاصمة، الدخول في إضراب خلال الأيام المقبلة تنديدا بالخروقات وتعسف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، على أن تكون هذه الإعتصامات دورية وأسبوعية، كما سيتم التنسيق مع نقابات التربية من أجل تنظيم حركات احتجاجية ومسيرات مشتركة، فيما توعدت بكشف فضائح القطاع. وكشف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط، عن أن قرار العودة إلى الإضراب الذي شرع فيه منذ حوالي أربعة أشهر، يعد قرارا للقاعدة العمالية عقب الإجراءات الردعية التي تتخذها الوزارة من أجل الضغط على الأطباء، من خلال اللجوء إلى الأساليب التعسفية، على خلفية الخصم من الأجور وتوجيه اعذارات للأطباء، بالإضافة إلى التضييق على الحريات النقابية، في الوقت الذي قررت النقابتان مقاطعة كل الإتصالات واللقاءات مع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ما لم تستجيب إلى مطالب النقابتين المرفوعة إليها. وفي سياق ذي صلة أكد رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين في الصحة العمومية الدكتور يوسفي محمد، على أن معركة الشرف التي يخوضها الأطباء لا تزال متواصلة إلى غاية افتكاك مطالبها التي وصفها بالمشروعة، مؤكدا على العودة إلى الإضراب خلال الأيام المقبلة وعدم السكوت عن الإنتهاكات الحاصلة في ممارسة الحق النقابي، كما ندد الدكتور يوسفي محمد، بالإجراءت التي اتخذتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات والقاضية بالخصم من أجور المضربين، توجيه اعذارات إلى الأطباء وفصلهم كإجراء آخر في حال عدم الإستجابة إلى تهديداتها، واصفا هذه الإجراءات بسياسة الهروب إلى الأمام التي من شأنها إلا أن تزيد في تعقيد الأمور.