أنهى المنتخب الوطني دورة أنغولا الإفريقية في المرتبة الرابعة التي أجمع كثيرون أنها مستحقة من جهة، وفاقت التوقعات أين كانت التصريحات تصب في البداية، على أن المنتخب الوطني يريد محطة أنغولا للتحضير للمونديال من جهة ثانية، الطاقم الفني والإداري واللاعبون هللوا كثيرا للمرتبة الرابعة، واعتبروها تحديا في أول مشاركة لأغلب اللاعبين في الدورات الإفريقية، في حين كانت النسبة الأكبر من الجزائريين راضية على الوجه الذي قدمه رفقاء يبدة اكتشاف الدورة. إجماع تحقيق المبتغى بالنظر إلى تجاوز الهدف المسطر على الورق الذي كان المرور الى الدور الثاني، ولو أن المؤكد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو لم يصطدم "الخضر" بحكم مسير لا مخير، عرف كيف يخرجهم من اللقاء بقراراته الإرتجالية التي أهدت تأشيرة النهائي للفراعنة، وهو ما جعل الكل يتحسر على تضييع فرصة الذهاب بعيدا في الكأس ولم لا رفعها خاصة أن الإمكانية لاحت، ثم اختفت بفعل ظروف خارجية حولت مسار التأشيرة الى جهة أخرى بفعل فاعل. الأرقام تتكلم ومبارتا مالاوي ومصر خارج التقييم بلغة الأرقام، عرف اللاعبون كيف يتجاوزون كبوة مالاوي التي كانت حادثا عابرا في المشوار، وتمكنوا من تحقيق فوز صعب على مالي، كما نجحوا في تسيير لقائهم بطريقة جيدة أمام أنغولا مكتفين بتعادل مؤهل، قبل أن يظهروا قوتهم الحقيقية في لقاء كوت ديفوار في كابيندا، لتأتي مهزلة بانغيلا تحت إشراف المقتدر كوفي كودجيا، التي جعلت كل شيء يتحطم أمام أنظار الجزائريين الذين خرجوا فرحين الى الشوارع رغم كل شيء لأنهم يعرفون كرة القدم، بالأرقام "الخضر" فازوا بلقاءين وتعادلوا بواحد، وانهزموا في 3 لقاءات، سجلوا 4 أهداف وتلقوا 10، فيما كانت مباريتان يقول الطاقم الفني خارج التقييم، أمام مالاوي التي لعبت في درجة حرارة عالية لا يتحملها إنسان، وأمام مصر حيث يقول سعدان أنه واجه كودجيا، وخلال كل هذه المقابلات كانت هناك دروس كثيرة قبل خوض المونديال، لأنه بعيدا عن التفاؤل كانت هناك نقائص بالجملة تستوجب تدعيم الفريق بلاعبين آخرين على مستوى الجهة اليمنى من الدفاع، الإسترجاع والهجوم. الدفاع تهلهل والهجوم لم يكن فعالا من النقاط السلبية التي يمكن تسجيلها هو أن الخط الخلفي الذي كان قوة المنتخب في المدة الأخيرة تلقى 10 أهداف في 6 مقابلات بما يعادل أكثر من هدف ونصف خلال كل مقابلة وهو معدل كبير، لأن كأس العالم القادمة ليست كأس إفريقيا مع تسجيل نتيجتين ثقيلتين للغاية أمام مالاوي (3-0) ومصر (4-0)، وأكثر من ذلك فإن الخط الأمامي كان عقيما للغاية ولم يسجل الشيء الكثير ما عدا 4 أهداف في 6 مقابلات، ما يعني أكثر بقليل من نصف هدف في كل مباراة، وهو معدل جد ضئيل، ساهم فيه مطمور وبوعزة المهاجمان بمعدل 0.33 هدف في كل لقاء، و0.33 أخرى للمدافعين أين سجل حليش وبوڤرة هدفين مصيريين، في حين أن المهاجم الصريح للمنتخب الوطني غزال لم يسجل أي هدف رغم أن المدرب وظفه في 6 مقابلات كاملة أساسيا، وواصل منحه الثقة حتى في اللقاء الترتيبي الذي خرج فيه لاعب سيينا الإيطالي بعيدا عن النص مساهما في غضب الجزائريين على مردوده. يبدة، بوڤرة وحليش نجحوا، غزال وشاوشي خارج النص وعودة إلى المردود الفني، فإن أفضل لاعب في النخبة الوطنية أو بالأحرى الإكتشاف كان حسان يبدة الذي لعب 6 مقابلات تراوح فيها مستواه بين المقبول والممتاز مثلما كان عليه الحال في لقاءي مالي وكوت ديفوار، ليكون بالتالي بمثابة أفضل اكتشاف في هذه الدورة، التي تألق فيها أيضا المدافع القوي بوڤرة الذي أكد علو كعبه بمردوده المستقر حتى في لقاء مصر، بالتوازي مع حليش الذي لم ينقص الطرد القاسي الذي تعرض له أمام الفراعنة من قيمته ومما قدمه خلال المباريات السالفة، على صعيد اللاعبين الذين لم يوفقوا في هذه الدورة، كان بالتأكيد المهاجم غزال بعيدا عن الآمال التي علقت عليه، وظهر بمستوى متواضع ولم يكن القناص الحقيقي بحكم أنه لعب وظهره إلى مرمى المنافسين، لعب أكثر خارج منطقة الجزاء من داخلها ولم تتح أمامه فرص تستحق الذكر، وما عدا بعض الحرارة التي كان يلعب بها فضلا عن مخالفات ورميات تماس لنسينا أنه كان يلعب، ومن جهته شاوشي وبعد أن وفق في بعض المباريات تلقى في 5 مباريات لعبها 8 أهداف، وفوق ذلك كانت سلوكاته غير سوية في مباراة مصر بالأخص التي لم يدخلها بالرزانة الكافية التي يتطلبها منصبه كحارس مرمى، أكثر اللاعبين مشاركة في الدورة من الجانب الجزائري كان بوڤرة الذي لعب كل المباريات وكل الدقائق الممكنة، في حين أفضل مباراة كانت أمام كوت ديفوار التي كانت نموذجية بأتم معنى الكلمة لاسيما بعد الدقيقة ال 20.