اكتفى أمس المنتخب الوطني لكرة القدم بالمرتبة الرابعة، بعد المباراة الاستعراضية التي لعبها أمام منتخب نيجيريا، الذي فاز علينا بهدف لصفر مكتفيا هو الآخر بالمركز الثالث في دورة انغولا ال27 من كأس إفريقيا للأمم، التي سيلعب دورها النهائي هذا المساء. المنتخب الوطني الذي لعب محروما من خدمات ترسانة من الأساسيين أمثال حليش، شاوشي، وبلحاج، أدى مباراة مقبولة ولم يترك الفرصة لمنافسه إلا نادرا، خاصة وأنه اقتسم السيطرة معه، وكان التركيز كثيرا على وسط الميدان، في غياب المنافسة القوية، لإحساس الفريقين بالاجهاد الذي بذلوه في المراحل السابقة. لكن وعلى الرغم من الأداء المتواضع، إلا هذه المواجهة كانت فرصة للطاقم الفني لتجريب العناصر التي التزمت كرسي الاحتياط في اللقاءت ال5 التي لعبها قبل هذا الدور، حيث أدخل الحارس زماموش أساسيا في ثاني ظهور له، بعد مشاركته لدقائق في مباراة الفراعنة، كما وظف المدافع بابوش كظهير في مكان بلحاج المعاقب، إلى جانب ترسيمه للثنائي زاوي ورحو، الأول في وسط الدفاع مكان حليش والثاني كظهير مكان عنتر يحيى. ويبدو أن هذه التغييرات بقدر ما كانت مفيدة بالنسبة للمدرب الوطني الذي وقف على استعدادات كل لاعبيه في الدورة والتي ستمكنه من ضبط قامة ال23 التي سيطعمها بعناصر جديدة سيشكف عن اسمائها في الأيام القادمة فقد كانت أيضا مناسبة لتوديع لواندا وجمهورها وكل من تعاطف مع كتيبة سعدان بعد فضيحة كوجيا المتواطئ مع الفراعنة في مباراة الدور نصف النهائي وما أكثرهم، لكن السؤال المطروح بعد هذه الدورة، هو كيف سيتمكن سعدان من الوصول إلى الفعالية الهجومية التي كانت ناقصة على امتداد الدورة، حيث لعب بمهاجم واحد هو غزال مع الاستعانة من باب إتاحة الفرصة باللاعب زياية في الشوط الثاني من المباراة الذي خاضه على الجناح. وعلى العموم فإن المدرب الوطني رابح سعدان وحسب تصريحات بعض لاعبيه قد ركز في المباراة الترتيبية على لعب ورقة الدفاع اكثر من أي شيء آخر، حيث حثهم على تفادي الأخطاء التي لمسها في بعض المباريات، ويبدو أنه خرج بملاحظات تفيده كثيرا في التغيير الذي سيتوخاه في القريب، لأن المونديال على الأبواب ولم يبق إلا العمل على استخلاص دروس دورة انغولا.. أين هي الايجابيات وما هي النقائص، وكيف يمكن توخي الانضباط في التعامل مع مثل هذه الدورات التي تعد تجربة استثنائية للكثير من لاعبي المنتخب الوطني خاصة الجدد منهم أمثال جمال عبدون الذي يعد اكتشاف اللحظة الاخيرة وحسن يبدة الذي تحول الى قطعة اساسية وبوعزة الورقة الاحتياطية الذي وظف كجوكير واعطى الثمار المرجوة من ذلك في لقاء كوت ديفوار التي تبقى المرجع في مسيرة دورة انغولا والتي نأمل من سعدان ومن مساعديه واللاعبين العودة اليها عند تحضير المونديال، لأنها اعطت لنا صورة منتخب المستقبل الذي نواجه به خصومنا الحقيقيين في المونديال المقبل بجنوب افريقيا في شهر جوان أي بعد خمسة اشهر من الآن. كما يبقى على لاعبينا نسيان مكيدة بنغيلا التي حرمتهم من الوصول إلى الدور النهائي وحدت من طموحاتهم في العودة بحصيلة أحسن بكثير بشهادة كل الملاحظين الذين امتعضوا لدنس الفراعنة وتحيز الحكم كوجيا الذي تحول إلى اسوء حامل صفارة في القارة السمراء على الإطلاق.. وعلى العموم يمكن القول لابد من تكاثف الجهود لتبني هذا المنتخب الذي بدأ مرحلة النضج وكشف عن هويته الحقيقية، كما يجب مؤازرة اللاعبين الذين تأسفوا للجمهور الجزائري بعد أن اكتفوا لأسباب يعرفها العام والخاص بالمرتبة الرابعة، فشكرا لهم وتحية تقدير للمدرب الوطني ومساعديه ولإدراة اللعبة التي لم تقصر في توفير الدعم لمنتخبنا الوطني ولجماهيرنا التي ساهمت في كل النجاحات المسجلة حتى الآن. بطاقة اللقاء ملعب بامباكا ببانغيلا، جمهور قليل، أرضية جيدة، تحكيم للسيد دياتا بادارا من السينغال بمساعدة اوغباماريام انغيسوم من ايريتريا و شيشينغا كينيت من زامبيا.الهدف: أوبينا (55) لنيجيريا. الإنذارات: زاوي (50) من جانب الجزائر. التشكيلتان: الجزائر: زماموش-رحو- بابوش- زاوي- بوقرة -منصوري- يبدة- مغني (زياية 59)-زياني--بوعزة- (عبدون 59) غزال (صايفي 85). المدرب: رابح سعدان نيجيريا: اينييما - تايوو - كانو (اوبي ميكال 78) - شيتو - اوباسي (اوديمونجي 81)- اولوفينجانا - كايتا - كالو اوشي (مارتينس 66) - اودياح - نسوفور - ابام. المدرب: شايبو امودو