أنا فتاة في سن 34، من عائلة شريفة عاملة والحمد لله، عشت حياة سعيدة حتى سن 24، حيث توفيت والدتي فأصبحت يتيمة، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت إنسانة غير عادية، دائمة التردد والشرود والجلوس وحيدة، بعيدة عن الجميع، رغم أن إخواني وأخواتي يحبونني وأحبهم، وهاهي خمس سنوات تمر من عمري، وأنا وحيدة غارقة في محيط من الأحزان والذكريات التى لم أجد طريقة للتخلص منها، فأنا يا سيدتي الكريمة فتاة طموحة، كانت لي أحلام جميلة، لكن الآن لم تعد لي رغبة في الحياة ولا في الزواج، ورغم أن الكثير من الشباب تقدمو لخطبتي إلا أنني كنت ولا أزال أرفض رفضا قاطعا، لأنني لا أريد أن أترك إبنتي وأموت مثلما فعلت أمي، رغم أن إيماني بالله تعالى كبير فهو مقدّر الأقدار، وهو الذي جعل لكل أجل كتاب، إلاّ أنني حائرة، ضائعة، فأرجوك ساعدني ماذا أفعل وكيف أتصرف؟ جهيدة من المسيلة الرّد عزيزتي؛ دعيني أولا وقبل كل شيء، أقول لك شكراً على الصراحة والثقة، ثم يجب أن تعلمي أن الحياة امتحان ودروس وعبر، نأخذها عن طريق التجارب التي نمر بها، وها أنت تمرين بتجربة حياتية، كان من المفروض أن يكون إيمانك فيها قويا، بحيث لا تستسلمي لهذه الوساوس التى أن استبدت بالقلب شلته وأعاقت التفكير السليم، إذن عليك مراجعة نفسك أولاً، وقبل كل شيء عليك أن تقوي إيمانك بالله تعالى بالصلاة والذكر والدعاء، وأن لا تستسلمي لوساوس الشيطان، فالأعمار بيد الله تعالى، ولا توجد في الكون قضية تماثل قضية أخرى، فمن قال بأنك لو تزوجت ستكررين نفس التجربة التي مرت بها والدتك، تأكدي بأن الإيمان بالقضاء والقدر، إيمان بالله، يفتح أبواب الرزق فاغلقي أبواب اليأس التي ماهي إلاّ أبواب للشيطان، وحاولي ما استطعت العودة إلى الله تعالى مسير كل الأمور، حينها ستشعرين بعظمة الامتحان والصبر عند الله تعالى، فلا تقنطي من رحمة الله تعالى ، وتوكلي عليه لبناء حياتك القادمة المشرقة بإذن الله تعالى . ردت نور