تقوم مصالح الدرك الوطني من حين إلى آخر، بحجز كميات قليلة من الزئبق الأحمر يتبين بعد التحقيق في العمليات أنها مستخرجة من محركات الثلاجات القديمة التي تعمل بالغاز، والتي تم استغلالها مؤخرا، من طرف شبكات منظمة تقوم بجمعها من محلات الخردوات، أين تدفع فيها أضعاف سعرها الحقيقي.وذلك لبيعها إلى الجماعات الإرهابية لصنع القنابل التقليدية أو للمشعوذين الذين يوهمون ضحاياهم أنهم يسخرون الإنس والجن بغرام واحد من مادة الزئبق، كما تستغل المادة لتزييف النقود والبحث عن الذهب ومآرب أخرى، دفعتنا للاهتمام بهذه المادة التي قد يغفل عن قيمتها الكثير من الناس. عصابات التهريب تشتريه لتمون الجماعات الإرهابية بالزئبق ندرة الزئبق الأحمر وصعوبة تأمينه كونه يتواجد فقط في محركات الثلاجات القديمة التي تعمل بالغاز وبكميات قليلة جدا، جعل عصابات التهريب تعمل على جمع المادة وتوفيرها للجماعات الإرهابية التي تستغله في صناعة القنابل التقليدية، فبعد فشل إحضار المادة من الدول التي يسهل عملية تمريرها بها لجأ المهربون إلى اقتناء الثلاجات القديمة لوجود كمية قليلة من مادة الزئبق بمحركها. وقد سبق وأن عالجت المصالح الأمنية قضية خصت شخصا بولاية الجلفة كان يقوم بجمع الثلاجات القديمة من محلات الخردة بحجة أنه صيدلي يستعملها في تخزين الدواء كي لا يشك به أحد، وبعد التحقيق في القضية توصلت مصالح الأمن إلى أن هذا الأخير كان يشتري الجهاز لاستخراج مادة الزئبق منه ثم بيعها بمبالغ خيالية للجماعات الإرهابية التي تهتم كثيرا بهذه المادة التي تستخدم في صناعة المتفجرات والقنابل التقليدية، حيث يتم مزجها بالمواد الكيميائية المتفجرة لأنه يطلق أشعة ما فوق البنفسجية وعند درجة حرارة معينة ينفجر ذلك المزيج ويحدث خسائر مضاعفة. إلى جانب استغلالها من طرف المهربين بالموانئ والمطارات لتمويه جهاز السكانير لتمرير مواد ممنوعة، وأصبح الحصول على ثلاجة قديمة ذات محرك يعمل بالغاز أمرا أشبه بالمستحيل ليس لأن ذلك النوع اندثر بل لكثرة الطلب عليه من طرف عصابات مختصة في جمع ذلك النوع من الثلاجات وشرائه بأثمان باهضة لاستخدامها في أغراض أخرى، حيث أفادنا بائع خردة بسوق كنيس ببيلكور أن ذلك النوع من الثلاجات جد مطلوب ولا يستطيعون توفيره إلا بعد 6 أشهر إلى ما فوق، حتى وإن وجد بالمحل -حسب محدثنا- فإنه يباع لأشخاص طلبوه منذ مدة، مضيفا أن سعر الثلاجة التي تعمل بالغاز يكون أكثر بكثير من سعر الثلاجة الكهربائية، أما عن سبب كثرة الطلب عليها قال صاحب المحل إن الغايات تختلف، فمنهم من يرى أنها اقتصادية وآخرون يستغلونها لأغراض أخرى أبى الإفصاح عنها، واعتبر أنه غير مسؤول وأن عمله يتوقف عند بيع الجهاز دون الخوض في طبيعة الحاجة إليه. 70 مليونا للغرام الواحد لتسخير الإنس والجن المشعوذون والسحرة أيضا من زبائن هذه المادة، يقومون بخداع ضحاياهم ويقنعونهم أن شراء غرام واحد من الزئبق الأحمر يسخر لهم الإنس والجن، حيث يقنعون روادهم أن الجن لا يخاف سوى من مادة الزئبق الأحمر التي تقوم بتقييده وتسخيره لهم ويصبح عبدا لهم ويحقق لهم جميع طلباتهم، لهذا يلجأ أصحاب النفوس الضعيفة إلى دفع الملايين لشراء غرام من الزئبق الأحمر ومزجه بمواد أخرى ووضعه في ''حجاب'' مع الطلاسم وتعليقه على العنق ليجلب الحظ أو لطرد النحس. وكشف لنا بعض الباعة المعتادين على بيع هذه المادة، أن سعرها يحدد حسب العرض والطلب وحدث وأن بلغ سعرها 70 مليون سنتيم للغرام الواحد، حيث يحدث وأن تكثف قوات الدرك الرقابة على تهريب هذه المادة فتفقد بالسوق فتلتهب أسعارها، وهو ما يجعل المهربين يدفعون أي ثمن مقابل الحصول عليها حتى وإن بلغت ال100 مليون. محتالون أفارقة يبيعون زئبقا مزيفا للجزائريين بعشرات الملايين كثرة الطلب على المادة جعلت المحتالين خاصة الأفارقة الذين يدخلون أرض الوطن ويقومون بالتحايل على الجزائريين الذين هم بحاجة إلى هذه المادة وإيهامهم أن لديهم مادة الزئبق الأحمر ويبيعونهم مادة مزيفة تشبه كثيرا الزئبق. وفي ذات السياق، تمكنت مصالح الدرك الوطني من إيقاف شبكات إرهابية تنشط بالجنوب الجزائري تحايلت على جزائريين وباعتهم زئبقا مزيفا بعشرات الملايين، وتلك الشبكات تعمل في بعض الأحيان على أنها تقوم بتسخير الجن والإنس وتقوم ببيع غرام من الزئبق ممزوج بمواد أخرى ومنها من تتعامل مع عصابات تزيف العملة وتبيعهم مادة مزيفة. وجاءت هذه العمليات بعد شكاوى تقدم بها الضحايا إلى مصالح الدرك. الزئبق للبحث عن الذهب والتشويش على ''جهاز سكانير'' في الموانىء يقول أحد باعة هذه المادة أن الزئبق كماء زمزم يقوم بالعديد من الأدوار، فهي مادة مطلوبة بشكل كبير عند الأشخاص الذين يستهويهم البحث عن الذهب، حيث يقتنون غراما أو اثنين من الزئبق الأحمر ثم يتوجهون به إلى الأماكن التي يشاع أن بها مادة الذهب ويقومون بوضع الزئبق الذي يحدد مكان تواجد الذهب لأن المادة تنكمش وتتفاعل بمجرد ملامستها مادة الذهب أو الاقتراب منها، وإذا حدث التفاعل مع الحجارة فهذا يعني أن تلك المنطقة الصخرية هي منجم للذهب وتبدأ عملية التنقيب. ومن جهة أخرى، يستعمل الزئبق من طرف المهربين للتشويش على جهاز السكانير الذي لا يقاوم الأشعة ما فوق البنفسجية التي تصدر من مادة الزئبق ويتعرض إلى التشويش، مما يؤدي إلى عدم تحديد الأشياء، لهذا هناك بعض عصابات التهريب تقوم بوضع كمية داخل حاويات السلع المهربة لتمريرها بدون معرفة ما بداخلها، وتقوم العصابات بلف السلع المهربة بورق مطلي بمادة الزئبق حتى لا تظهر تلك السلع في شاشة جهاز السكانير لمراقبتها من طرف مصالح الجمارك والدرك وشرطة الحدود.