اكد صانع العاب فيردر بريمن الشاب مسعود اوجيل المنحدر من اصول تركية و الذي يلعب للمنتخب الألماني أنه اللاعب الذي بامكانه ان ينسي الجمهور الالماني غياب ميكايل بالاك عن مونديال جنوب افريقيا 2010 بعدما فرض نفسه بقوة منذ المباراة الاولى ل"مانشافت" في العرس الكروي العالمي الاول في القارة السمراء. اخيرا، يستطيع الجمهور الالماني ان يقول بأن المنتخب الفائز بكأس العالم ثلاث مرات يملك صانع العاب من الطراز الرفيع، على غرار توماس هاسلر واندرياس مولر وميكايل بالاك، بل انه قد يكون افضل من الاخيرين من الناحية الفنية كونه يتمتع بمهارات رائعة وكل ما ينقصه ان يصل الى مرحلة النضوج التي تخوله ان يحمل "مانشافت" الى فرض سطوته على المونديال الافريقي بتشكيلة شابة يقودها قائد لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره وهو الظهير الايمن فيليب لام. "حلمنا هو الفوز بكأس العالم، ولهذا السبب نحن متواجدون هنا"، هذا ما قاله اوجيل البالغ من العمر 21 عاما بعدما قاد منتخبه للفوز في مباراته الاولى على استراليا برباعية نظيفة. يتمتع اوجيل بموهبة فنية رائعة في صناعة اللعب، وهو من نوعية اللاعبين الذين لا يتكررون دوما. انه من صانعي الالعاب الذي يتمتعون بخيال ورؤية ثاقبة داخل المستطيل الاخضر ويستطيع ان يقلب مجرى اي مباراة في لحظة واحدة. من المؤكد ان عشاق "مانشافت" تنفسوا الاحد الماضي الصعداء عندما شاهدوا ان منتخبهم لم يتأثر على الاطلاق بغياب بالاك الذي اصيب قبيل انطلاق النهائيات، لانهم رأوا بروز نجم صانع العاب جديد بامكانه ان يذهب مع المنتخب حتى النهاية بمساندة كتيبة الشبان الاخرين مثل هولغر بادشتوبر وماركو مارين وتوماس مولر (لم يتجاوزوا جميعهم الحادية والعشرين). والمفارقة ان جيل المخضرمين في تشكيلة المانيا الاساسية يضم لام (26 عاما) وباستيان شفاينشتايغر (25) وبير ميرتيساكر (25) ولوكاس بودولسكي (25 ايضا). وهناك ثلاثة لاعبين فقط يتجاوزون حاجز ال26 عاما، وهم ميروسلاف كلوزه (31) وكاكاو (29) وارنيه فريدريخ (31)، اضافة الى الحارس الثالث هانز-يورغ بوت ( 36 عاما). "نملك قدرات هائلة. لا يزال هناك بعض العمل لكننا نملك فريقا جيدا يعمل باجواء جيدة وبامكانه ان يقدم بطولة مميزة"، هذا ما قاله مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي يخوض نهائيات جنوب افريقيا باصغر تشكيلة في تاريخ "مانشافت" منذ مونديال 1934. ولد اوجيل في مدينة غيلسينكيرشين الصناعية، وسرعان ما بلغ القمة في صفوف ناديه شالكه حيث خاض أول تجربة له في دوري ابطال اوروبا، وفي تلك الفترة كان اوجيل يقود خط الوسط في منتخب المانيا في الفئات العمرية، وكانت نقطة التحول في مسيرته عندما انتقل الى صفوف فيردر بريمن في جانفي عام 2008 حيث شهدت مسيرته انطلاقة صاروخية بعدما حل بدلا من صانع الالعاب البرازيلي دييغو الذي انتقل الى يوفنتوس الايطالي. ونجح اوجيل في قيادة بريمن الى إحراز لقب بطل كأس المانيا بتسجيله هدف المباراة النهائية الوحيد في مرمى باير ليفركوزن على الملعب الاولمبي في برلين. وكانت الاسابيع القليلة التي تلت التتويج من اهم المراحل في مسيرة اوزيل، اذ انه فرض نفسه الملهم لمنتخب بلاده في بطولة اوروبا 2009 لتحت 21 عاما فر في السويد اذ قدم مستويات رائعة وإختير أفضل لاعب في المباراة النهائية التي انهاها "مانشافت" بفوز كبير على انكلترا 4-صفر، وذلك بستجيله هدفا وصناعة اخرين. كافأ لوف هذه الموهبة الصاعدة من خلال منحه الفرصة لخوض اربع مباريات في تصفيات كأس العالم، فلم يخيب اوجيل الامال خصوصا إنه كان وراء التمريرة التي سجل منها زميله ميروسلاف كلوزه هدف الفوز في المباراة الحاسمة ضد روسيا في موسكو في اكتوبر 2009 ويقول لوف عن نجم بريمن الشاب "اوزيل هدية لكرة القدم الالمانية". يتمتع اوجيل بالتواضع خارج الملعب، لكنه يصبح شخصا اخر عندما تطأ قدماه المستطيل الاخضر، وهو يستطيع ان يلعب على الجهة اليسرى وخلف المهاجمين، ما يمنحه الحرية لكي يجعل دفاعات الفرق المنافسة تعاني. "لطالما بحثنا عن لاعب رقم 10، والان وجدناه"، هذا ما قاله بدوره كلوزه عن اوجيل، مضيفا "مسعود فرض نفسه في هذا المركز مع المانيا. انه اضافة رائعة لنا"، فيما قال لوف "انه لاعب يتناسب تماما مع افكاري. يلعب على اعلى المستويات، بامكانه ان يفتك الكرة بسهولة وان يطلق بعدها الكرة نحو المرمى. انه صانع العب وبامكانه ان يقوم بتمريرات تتسبب بخلق المساحات في دفاعات الخصم". وفي وقت تصدر اوجيل عنواين الصحف الالمانية بعد 11 مباراة فقط مع "مانشافت"، شدد لوف على ضرورة ان يحافظ لاعب بريمن ان يبقي قدميه على الارض، مضيفا "لكي تكون لاعبا من الطراز العالمي، انت بحاجة الى الكثير من التطور والثبات على مدى سنوات عديدة. لكن اوجيل يملك دون شك المطلوب". ولم تنحصر الاشادة باوجيل بالالمان وحسب، بل امتدت الى الانكليز الذين قد يواجهون "مانشافت" في الدور الثاني، وقال جايمي كاراغر عن اوجيل: "بامكانك ان تعرف منذ البداية بانه لاعب موهوب". من المؤكد انه اذا واصل اوجيل تألقه في العرس الكروي العالمي، فسيكون من الصعب على بريمن ان يحافظ على خدماته، لكن اللاعب الشاب الذي ينتهي عقده مع فريق المدرب توماس شاف عام 2011، لا يريد التفكير بهذه المسألة حاليا لان تركيزه منصب بشكل تام على اداء واجبه الوطني مع المنتخب.