رأيت في المنام جدي المرحوم وكان بصحة جيدة، وبدى فرحا سعيدا وكان يعمل في الفلاحة، فما هو تعبير الرؤيا؟ نريمان من قالمة خيرا رأيت: تذهب دلالة رؤيا الميّت حيّا في المنام إلى حسب الحال التي يظهر عليها للرائي، سواء ظهر على حال من الخير أو ظهر وعليه شيئ من البلاء. فإن بدى بصحة جيّدة نظيفا لا يشكو من جوع ولا عطش فهو دلالة على الخير الذي هو فيه. وإن ظهر الميت غنياً فوق غناه في حياته فهو صلاح حاله في الآخرة، فإن ظهر الميّت في المنام فقيراً فهو خروجه من الدنيا عارياً من الحسنات. وقد يدل عري الميت في المنام على راحته في بعض المشاهد. إن كانت هناك رموز تعضّد هذا التأويل، وإن ظهر وجه الميت مسودا فالميت محاسب معاتب في أمر دينه فيما بينه وبين الله. لقوله تعالى «فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم»، ورؤيا الميت حيا تعبيره بالنسبة للرائي أنّه يتجدّد له أمر قد يئس من حصوله. وأما رؤيا الميّت مستبشرا مسرورا فتدل على حسن حاله عند الله تعالى لحسن عمل سبّقه أمامه لأنّه في دار الحق. وإن ظهر المرحوم غير مستبشر أو معرضا عن الرائي فتدل الرؤيا على سوءِ حال الرائي عند الله بأنه معرض عنه وغير راض عنه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه»، فإن أخبر الميّتُ الرائي أنّه لم يمت فدل ذلك على صلاح حال الميت في الآخرة. لقوله تعالى «بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون»، فإن رأى الرائي الميّت ضاحكاً فيدلّ على أنّ المرحوم مغفور له. لقوله تعالى «وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرة ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرة»، وأما رؤية جدّك المرحوم قد حيا وكان يعمل في الحقل وهو بصحة جيّدة مسرورا. فدلّت الرؤيا على أنّه زرع في الدنيا خيرا فوجد خيرا، أما بالنسبة لك فتدلّ الرؤيا على ظهور فرصة حظ طيبة تظهر في حياتك، والله أعلم.