أمر رئيس الجمهورية الحكومة بمتابعة أعمال عصرنة شبكة البريد وتكثيفها واتخاذ الإجراءات والوسائل الكفيلة بتحسين ظروف استقبال المواطنين ومعالجة الخدمات التي توفر لهم، لاسيما تعميم عملية ''إدخال الإعلام الآلي في مكاتب البريد وكذا اتخاذ الإجراءات الضرورية لترقية وسائل الدفع الإلكتروني''. وأكد رئيس الجمهورية في مداخلته خلال جلسة الاستماع التي خصصها لقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن ''إيصال البريد وتوزيعه يشكلان خدمة قاعدية لمؤسسة البريد يجب ضمانها في أحسن الظروف''، مضيفا أنه من المهم ''توفير كل الوسائل التي تسمح بتحسن ملموس في نوعية الخدمة''. وذكر الرئيس بأنه ''تم تخصيص استثمارات ضخمة من طرف الدولة في تطوير منشآت الألياف البصرية، مشيرا إلى ضرورة ''السهر على الاستعمال الأمثل لهذه الدعائم الناقلة للاتصالات السلكية واللاسلكية من خلال الاستعمال التعاضدي من القدرات الموجودة داخل المؤسسات الاقتصادية الأخرى للقطاع العمومي''. وفيما يتعلق بالحفاظ على الفضاء الهيرتزي، جدد رئيس الجمهورية ''ضرورة وضع نظام تسيير فعال وعقلاني لطيف الترددات الهيرتزية ومراقبة الإنبعاثات الهيرتزية وإلزامية تخصيص حصص من هذا الطيف ليتسنى الاستجابة لحاجيات الأجيال المستقبلية''.وفيما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية، اعتبر بوتفليقة أن هذا الجانب يكتسي أهمية خاصة ويستحق أن يوليه القطاع كامل الاهتمام، لاسيما من خلال توفير الوسائل الضرورية لتعزيز قدرات التكوين للمعاهد الخاصة بالقطاع وكذا تأهيل برامجها البيداغوجية بهدف الاستجابة إلى متطلبات التكنولوجيات لحديثة. وبالمناسبة قدم وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال تقريرا عن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية والتي تجسدت في الأعمال التي تم مباشرتها في مجال تطوير النشاطات ذات الصلة بالبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتطبيقات التكنولوجيات الفضائية وبناء مجتمع المعلومات. وفي إطار تطوير المصالح المالية للبريد والعمليات النقدية تم تشغيل 690 موزع آلي للأوراق وتوزيع 6 ملايين بطاقة مغناطيسية لمالكي الحساب الجاري البريدي. وفي مجال الهاتف النقال، تبقى الكثافة الهاتفية معتبرة بحيث بلغ عدد الاشتراك إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بالنسبة للمتعاملين الثلاثة 33,500,000 بنسبة ربط قدرت ب93 بالمائة. وتعرف سوق الإنترنيت نموا منتظما لا زال قابلا للتحسين، بحيث بلغ عدد مستعملي الإنترنيت 4,000,000 بكثافة تقدر ب13ر11 مستعمل أنترنيت لكل 100 نسمة. ومن المقرر أن يساهم تطبيق البرنامج الاستراتيجي الجزائر الإلكترونية في التحسين المنتظر، في حين يقدر الربط بالأنترنت فائق السرعة حوالي 1,200,000 عملية ربط وتجاوز عدد المشتركين 700,000. قال إن الديون العالقة تقدر ب50 مليار دينار بن حمادي: ''الاستثمار في تحسين خدمات القطاع مرتبط بوفاء الزبون بديونه'' أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، أن الاستثمار في تحسين خدمات البريد تكنولوجيات الإعلام والاتصال مرتبط ب''وفاء الزبون بديونه تجاه الخدمة التي يقدمها له القطاع''. وأضاف في هذا الشأن خلال زيارة قادته أمس، إلى ولاية عين الدفلى، أن قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ''وإن كان يستفيد من إعانة الدولة إلا أنه يبقى قطاعا صناعيا تجاريا بالدرجة الأولى واستثماراته مرتبطة بصفة مباشرة بتحصيل الديون العالقة لدى الزبائن أكثر من 50 مليار دينار سواء أكانوا مواطنين أو هيئات وشركات وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على الخدمات المقدمة للزبون''. أما بخصوص انشغالات المواطنين حول الخدمات المقدمة والذين كان للوزير لقاء مباشرا معهم بمكتب بريد حي الشهداء بعاصمة الولاية، فقد أشار بن حمادي إلى أن مصالحه بصدد التكفل بها، إذ تم الوقوف على جميع النقائص المسجلة، مردفا أن التكفل باحتياجات القطاعات الأخرى كالتربية والشباب والرياضة سيتم هي الأخرى دراستها حسب خصوصيات كل قطاع. كما أكد الوزير أن قطاعه يولي أهمية كبرى لتكوين اليد العاملة المختصة من أجل تدارك النقص المسجل في هذا المجال.