''جنرال'' عندما يتعلق الأمر بكرة القدم وإنسان متواضع جدا وبسيط، عندما يكون بعيدا عن عالم الكرة المستديرة ، هذا ما اكتشفته ''النهار'' أمس، في مدرب المنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة، عندما اقتحمت جزءا من حياته الشخصية في مقهى الأبيار المقابل للقاعة المتعددة الرياضات والمجاورة لملعب الأبيار، أين كان يقضي وقته مع رفاقه،بعيدا عن الضغط الذي خلّفه منصبه الجديد، فهو بسيط بساطة الرجل الجزائري و''حشّام'' إلى أقصى درجة واجتماعي، إلى جانب كل هذا وذاك متواضع ولا يحسب نفسه قائدا لكتيبة المحاربين الجزائريين... فقد وصل إلى مسامع ''النهار '' أمس، خبرا مفاده، أن مدرب المنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة متواجد في مقهى الأبيار يقضي بعض الوقت رفقة أصدقائه فما كان منها إلا وتنقلت على جناح السرعة إلى عين المكان، كنا نعتقد أننا سنجد ''جنرالا'' جالسا في مقهى يتباهى بالوسام الذي علّق على صدره بعد أن نصّب مدربا للمنتخب العربي الوحيد المشارك في مونديال جنوب إفريقيا، غير أننا تفاجئنا بإنسان بسيط جدا وكأنه ليس المدرب الذي يعلق عليه 35 مليون جزائري كل أماله للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012 ولم لا الوصول إلى الدور النهائي، وكأنه ليس ذلك الشخص الذي يلقب ب''الجنرال'' نظرا لصرامته وعدم تسامحه مع اللاعبين، فقد وجدنا شخصا بسيطا جدا، يرتدي ''شونغاي'' أسود، جالس وسط رفاقه على طاولة المقهى يرتشف الشاي بالنعناع، يلعب ''لاڤوانش'' اللعبة التي لا يفرط فيها ويراها متنفسا له ومتعة لنسيان مشاغل الكرة المستديرة. ''تفاجأ لوجود ''النهار''، رفض أن يتصور ''بالتشونغاي'' وقال لنا مازحا: ''اشربو حاجة وروحو'' وصلنا إلى مقهى الأبيار في حدود الساعة الحادية عشر وعشرين دقيقة، لم يكن بجانبها أشخاص كثيرون وإنما يعدون على الأصابع، سمعنا ضحكا وأصواتا متعالية تقول: ''واش قتلك يا صاحبي ماشي هكذا كوسونطري معايا''، في بادئ الأمر ظننا أنهم أشخاص من عامة الشعب يلعبون ''لاڤوانش'' وبعد أن أمعنا النظر، إذ بالناخب الوطني بن شيخة وسط مجموعة من الأصدقاء في منظر يخيل لأي شخص آخر لا يعرفه أنه رجل بسيط لا يشغل باله أي شيء في هذه الحياة وكأنه لا تنتظره مباراة هامة أمام إفريقيا الوسطى بداية الشهر المقبل، وكأنه ليس ذلك الرجل الذي يحمل على كتفه أحلام وأمال كل من هو جزائري، تفاجأ المدرب بن شيخة لدخولنا لذلك المقهى خاصة وأن الصحفية فتاة برفقة مصور، وظل مندهشا لفترة قبل أن نخبره أننا من يومية ''النهار الجديد'' فقال لنا وهو مندهش: ''مرحبا بكم كيف حالكم بماذا أخدمكم؟''، فأجبناه أننا نريد الحديث معه والتقاط بعض الصور له خاصة وأنه كان يضع الجبس على يده فرد علينا: ''آسف، لا يمكنني أن أجري أي حوار معكم فأنا الآن لا أعمل ولا أفكر في العمل''، أصرينا عليه فقال: ''هل تريدون تصويري بهذه الملابس تشونغاي، تعالوا في وقت آخر خذوا موعد وسأستقبلكم''، فقد رفض أن تلتقط له صورا بملابس الأيام العادية، ولكننا حاولنا أن نبسط له الأمر بعد أن أكدنا له أنه ''ماشاء الله'' حتى وهو من دون البذلة الرسمية وربطة العنق، وهو ما جعله يسمح لنا بأخذ صور حصرية له، وقال لنا بعدها مازحا: ''اشربوا حاجة وروحو خلاص صورتوني''. ولكننا كنا نطمح أكثر في كرمه، لكنه ''حشم منا'' وطلبنا منه أخذ صورة معه وما كان منه إلا ليقف من مكانه وينزل عند طلبنا بكل لطف ولباقة. ''كل يوم جمعة في مقهى الأبيار، لا يتحدث عن الكرة، يموت على لاڤوانش ولا يخسر فيها أبدا'' وحسب عمال المقهى، فإن المدرب بن شيخة، يتواجد كل يوم جمعة في مقهى الأبيار; أين يلتقي برفاقه على غرار بعض اللاعبين السابقين مثل عماني اللاعب السابق للمنتخب الوطني وسعدي لاعب سابق في فريق إتحاد العاصمة وبعض أصدقاء الطفولة، الذين يحاول معهم الإبتعاد عن الضغط ومشاكل كرة القدم في بلادنا، كما أنه لا يتحدث معهم عن المنتخب الوطني أو عن أي شيء يخص الكرة المستديرة وإنما يحاول الترفيه عن نفسه وذلك بلعب ''لاڤوانش'' وهي اللعبة التي ''يموت'' عليها -حسب أصدقائه-، بحيث لا يجتمعون كل يوم جمعة في مقهى الأبيار خصيصا للعبها والحديث عن مشاغل أخرى غير كرة القدم،ويبدو أن المدرب بن شيخة ''جنرال'' حتى في ''لاڤوانش'' بدليل أنه لا يخسر فيها أبدا، بل بالعكس دائما ما يكون هو الفائز ويشكل ثنائي مع اللاعب السابق للخضر عماني، في وقت يلقى مساندة من كل الحضور ليس لأنه مدرب المحاربين وفقط، إنما لأنه الأفضل في اللعبة، ويحاول كل أصدقائه ومقربوه الذين يجتمعون معه في مقهى الأبيار تفادي الحديث عن المنتخب الوطني وهذا لأبعاده عن الضغط الذي خلّفه المنصب الذي عين فيه مؤخرا. ''عماني وسعدي أعز أصدقائه ودائما يغلبهم'' وقد كان في المقهى أيضا كل من اللاعب السابق في المنتخب الوطني الجزائري عماني واللاعب السابق لفريق إتحاد العاصمة سعدي، اللذان يعتبران من أعز أصدقائه ويلتقي بهما كلما سمحت له الفرصة، وحسب عمال المقهى الشعبي بالأبيار، فإنهم يجتمعون كل يوم جمعة للعب ''الكارطا'' ولا يحلو للمدرب الوطني لعب هذه اللعبة من دونهما بالأخص عماني، الذي يشكل معه الثنائي الذي يفوز معه في كل مرة، ورغم الصداقة التي تجمع الثلاثي إلا أنهم لا يتحدثون معه في شؤون كرة القدم ولا ينقلون إليه انشغالات الجمهور الجزائري فيما يخص الخضر نظرا لمعرفتهما أن الضغط كبير جدا عليه، حيث يحاولون إبعاده عن الضغط وإخراجه من المشاكل الكثيرة التي تعاني منها الكرة الجزائرية. سعدي ''لاعب سابق في إتحاد العاصمة'':''بن شيخة إنسان متواضع، أنصحه بعدم تكرار أخطاء سعدان وعلينا جميعا مساندته'' ومن الأشخاص المقربين من المدرب بن شيخة، اللاعب السابق في فريق إتحاد العاصمة سعدي، الذي كان حاضرا أمس في المقهى، ورغم فارق السن الكبير بينهما إلا أن سعدي أكد لنا، أن الناخب الوطني إنسان متواضع جدا و بسيط: ''إن بن شيخة رجل بسيط ويحب عمله كثيرا، يأتي إلى مقهى الأبيار في كل يوم جمعة ونحاول جميعا أن نتفادى الحديث عن كرة القدم أو المنتخب الوطني وهذا حتى نبعده عن الضغط المتواجد فيه، نلعب معه ''لاڤوانش'' من أجل كسر ريتم الحياة اليومية.''، وفي إجابة لسعدي عندما سألناه عن النصيحة التي يقدمها للمدرب الجديد للخضر، قال: ''أنصحه بعدم تكرار أخطاء المدرب السابق سعدان، لقد ضيعنا نقطتين ثمينتين في ملعبنا بالبليدة وسيكون بن شيخة أمام اختبار صعب جدا في إفريقيا الوسطى، متأكد أنه سيتمكن من التحكم في المباراة بحنكته ولكن علينا جميعا الوقوف إلى جانبه ومساندته والصبر عليه''. ''متواضع جدا، ''حشام''، مرح الطباع ودار ''أومبيونس كبيرة'' في المقهى'' رغم أننا قضينا وقتا قصيرا جدا مع الناخب الوطني بمقهى الأبيار، إلا أننا اكتشفنا فيه صفات لا يمكننا أن نراها فيه خلال إشرافه على تدريب المنتخب الوطني، أين يكون ''جنرالا'' بأتم معنى الكلمة، فقد اكتشفنا فيه التواضع بدليل اللباس الذي كان يرتديه ''تشونغاي'' وجلوسه في مكان عام وحديثه مع كل شخص يقترب منه، إضافة إلى لعبه ''الكارطا'' في المقهى ولا يحسب نفسه أبدا مدربا للمنتخب الوطني الجزائري المونديالي، حيث لا يرتدي بذلة رسمية خلال فترات فراغه أو بالأحرى الأوقات التي لا يكون فيها مع الخضر أو مع أي فريق آخر، عكس بعض المدربين الذين سبق وأن دربوا المحاربين، يرفضون حتى الحديث مع عامة الشعب أو الخروج إلى الشارع والجلوس في مقهى، وهذا ما يدل على بساطة بن شيخة المعروف بصرامته و''حشّام'' جدا، بدليل أنه ورغم رفضه التقاط صور له وهو في تلك الوضعية إلا أنه ''حشم منا'' ووافق في الأخير، ورفض ''يحشمنا''. كما أن رفضه لم يكن لأي سبب آخر ،سوى أن تنشر له صورا في الجرائد في تلك الوضعية، حيث يرى أنه يقلل من شأن القراء ومحبيه إلا أن ذلك غير صحيح، إذ يرغب الكثير من عشاقه التعرف على الوجه الآخر ''للجنرال''، واكتشفنا فيه أيضا طباعه المرحة، حقا خلق ''أومبيونس كبيرة'' في المقهى بحديثه مع هذا وذاك. بن شيخة: ''تكسرت من يدي مثل كل اللاعبين في المنتخب مكسرين'' رفض الناخب الوطني الحديث عن شؤون كرة القدم معتذرا ل''النهار''، ومؤكدا أنه في يوم راحة ولا يتحدث عن المنتخب الوطني أو أي شيء آخر يخص الكرة المستديرة، ولكننا حاولنا معرفة سبب إصابته ووضعه الجبس، فقال لنا مبتسما: ''سقطت وتكسرت من يدي سأغيب لثلاثة أسابيع''، فحاولنا الحصول منه على تصريح فيما يخص اللاعبين المصابين في المنتخب الوطني، فقلنا له: ''راك مكسر كيما زياني''، فأجابنا مازحا: ''راني مكسر كيما كل اللاعبين مكسرين في المنتخب الوطني''. في إشارة إلى هاجس الإصابات الذي يعاني منه ''الخضر'' على غرار زياني، عمري الشادلي ومطمور. الجنرال...'' الشغل مليح يطول وجايبين إفريقيا الوسطى وربي كبير'' أهم ما لمسناه في الناخب الوطني، خلال لقائنا به أمس، في مقهى الأبيار، أنه لا يعاني من أي ضغط كان رغم أن مهمته صعبة جدا، وهذا لإيجاد الحلول اللازمة من أجل فك عقدة الهجوم والعودة بنتيجة إيجابية من إفريقيا الوسطى، حيث يحاول إبعاد نفسه عن أي ضغط ينجم عن منصبه الجديد وذلك بالتقرب من عامة الناس و ممارسة حياته الشخصية بصفة عادية جدا، بدليل أنه يلعب ''لاڤوانش'' في المقهى وينتهج سياسة ''الشغل مليح يطول''، وبمجرد تبادل أطراف الحديث معه، تتأكد أنه غير قلق أبدا فيما يخص مواجهة إفريقيا الوسطى وأن التفكير فيها لم يبدأ بعد، عكس ما كان يفعله المدرب السابق للخضر، الذي كان في كل مرة يجلب الضغط لنفسه بإدلائه لتصريحات تجعل الرأي العام ينقلب عليه، ويبدو أن ''الجنرال'' بن شيخة له سياسة خاصة جدا في التعامل مع المباريات خاصة المهمة منها.