ألمانيا تنذر الجوية الجزائرية بسبب ''حجز'' طائرة بأمتعة غير مربوطة الأجانب لصيانة طائرات الجوية تفاديا لإدراجها في ''القائمة السوداء'' وجهت السلطات الألمانية للطيران المدني إنذارا رسميا لإدارة الخطوط الجوية الجزائرية على خلفية تهديد طائراتها لسلامة وأمن إقليمها الجوي، وهو الإنذار الذي يعد الثاني من نوعه بعد محاولة الطيران المدني الفرنسي في أكثر من مرة منع طائرات الجوية الجزائرية من الهبوط بأرضية مطارات الدول الأوروبية بعدما ضبطت بتاريخ ال30 سبتمبر الماضي مواد وصفتها بالخطيرة داخل طائرة تحمل ألوان وشعار الخطوط الجوية الجزائرية. وأفاد، وحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، في اتصال ب''النهار''، بأن شركته قد تلقت إنذارا رسميا من الطيران المدني الألماني، عقب قيام مراقبي هذا الأخير بتفتيش معمق لإحدى طائرات الشركة فور هبوطها بأرضية مطاره خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو التفتيش الذي أثبت خلاله هؤلاء المراقبون بأن إدارة الجوية الجزائرية لا تحترم معايير السلامة والأمن الجويين، خاصة ما تعلق منها بعمليات ربط الأمتعة، الأمر الذي بات يشكل خطرا على مسافري الشركة من الجنسيتين الجزائرية والألمانية. وعقب اكتشاف هذا الأمر، قامت سلطات الطيران المدني الألماني بتوجيه إنذار رسمي للخطوط الجوية الجزائرية تطالبها من خلاله بضرورة احترام معايير الأمن والسلامة الجويين. وتفاديا لإدراج الخطوط الجوية الجزائرية ضمن القائمة السوداء لشركات الطيران الممنوعة من التحليق في الأجواء الأوروبية، لجأ وحيد بوعبد الله إلى تبني خطة جديدة تتمثل في القيام بزيارات مفاجئة لمطار هواري بومدين وورشة صيانة الطائرات بالمطار، حيث وجه خلال الزيارة المفاجئة التي قادته يوم الأربعاء الماضي إلى ورشة الصيانة، انتقادات لاذعة لأعوان الصيانة بسبب تهاونهم وإهمالهم لجملة التوصيات الصادرة عن مدير الشركة، خاصة ما تعلق بالقيام بمراقبة خارجية للطائرة قبل إقلاعها. كما هددهم بالطرد النهائي من المنصب وتوكيل مهمة الإشراف على صيانة طائرات الشركة لأجانب.وقد أكد، وحيد بوعبد الله، على استمراره في القيام بزيارات مفاجئة لورشة الصيانة وفصل كل عون يرفض القيام بالمهام الموكلة إليه، في ظل استعداد بعثة دعم تقني تابعة للإتحاد الأوروبي للتوجه إلى الجزائر في شهر فيفري الداخل للتحقق حول ما إذا كان مسؤولو الجوية الجزائرية قد التزموا بالتوجيهات المقدمة من طرف اللجنة الأوروبية للأمن والسلامة الجويين بخصوص احترام المقاييس الدولية للطيران قبل إدراج مؤسستهم في الخانة السوداء لشركات الطيران الممنوعة من التحليق في الأجواء الأوروبية.