فلة: ''الساحة الفنية فقدت هرما والراحل أكثر الفنانين غنّوا للثورة الجزائرية بعد الإستقلال'' طارت الفنانة فلة الجزائرية صبيحة أمس إلى تونس العاصمة، بعد أن حجزت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على أول طائرة طارت إلى تونس، بعدما اتصلت بها أرملة الفنان التونسي أحمد حمزة تخبرها بوفاته، وقالت فلة التي بدى عليها الحزن والأسى أن الفنان أحمد حمزة كان في مقام والدها المرحوم عبد الحميد عبابسة، كما أن غناءه غداة استقلال الجزائر لثورة المليون ونصف المليون شهيد جعله قريبا من الجمهور الجزائري، الذي مايزال يذكره بأغنية ''ياجاري ياحمودة''. وكان الوسط الفني التونسي قد فقد بعد ظهر أول أمس الثلاثاء بالعاصمة التونسية، الفنان الكبير أحمد حمزة صاحب الأغنية الخالدة ''ياجاري ياحمودة''، التي تعدّ من أشهر الأغاني التراثية في تونس، والتي لجأ بعض الفنانين المحليين وحتى بالوطن العربي إلى إعادة تسجيلها، على غرار الفنانة الراحلة علية التونسية المعروفة بأغنية ''ع اللي جرى''، وصولا إلى اللبنانية لورا خليل وغيرهم كثيرون. وقالت فلة عبابسة في اتصال ب''النهار'' قبيل سفرها إلى تونس لحضور جنازة الفقيد، ولتقدّم من ثم واجب العزاء لعائلته التي تربطها علاقة وطيدة بها، أن الساحة الفنية فقدت هرما كبيرا لايقلّ عن بليغ حمدي في مصر أو طلال مداح في السعودية، قبل أن تضيف، أعزّي عائلته وكل جمهوره لهذا المصاب ''إنا لله وإنا إليه راجعون''، وإن كانت هناك كلمة حق أو شهادة أقولها في هذا الرجل فهو من أكثر الفنانين الذين غنوا للثورة الجزائرية مع والدي غداة الإستقلال وكانا صديقين جدا، ومن حظي أنني شاركته في حفلات عدة بتونس والمغرب، فألف رحمة تنزل عليه''. يذكر أن الفنان أحمد حمزة من مواليد 14 ديسمبر 1932م بمدينة صفاقس، وترعرع وسط عائلة فنية، حيث كان والده يغنّي المالوف التونسي ويعزف على آلة ''البيانو'' التقليدية، وبدأ الراحل مشواره بإحياء حفلات الزواج وبعض المناسبات، وبالموازاة، كان يؤدي أغاني فريد الأطرش ومحمد فوزي، وفي سنة 58 سافر الراحل إلى مصر، حيث التقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وسجل عديد الأغاني لإذاعة الشرق الأوسط وصوت العرب، وفي سنة 1960م تولى مهمة إدارة قسم الموسيقى الشبابية بإذاعة صفاقس.