اهتز فجر أمس سكان حي أول ماي وسط عنابة، على وقع انتحار شرطي يبلغ من العمر 32 سنة، يعمل بالوحدة الرئيسية للتدخل السريع بقسنطينة، بمسدسه الذي صوبه نحو رأسه، وقبلها أقدم على إطلاق رصاصات على زميله في الرأس ورصاصة واحدة أطلقها على طالبة جامعية على مستوى بطنها. حيث تم تحويلهما إلى مصلحة العناية الفائقة بمستشفى ابن رشد بعنابة في حالة حرجة، فيما تم نقل الشرطي المنتحر إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد، لعرضها على مصلحة الطب الشرعي، من جهتها المصالح الأمنية المختصة إقليما وعقب سماعها خبر الجريمة سارعت على جناح السرعة إلى عين المكان، وفتحت تحقيقا أمنيا معمّقا، من أجل معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الإنتحار، الذي سبقه محاولة قتل شخصين من قبل الشرطي الضحية، واستنادا إلى مصادر ''النّهار'' التي أوردت الخبر، فإنّ الجريمة وقعت في حدود الساعة الرابعة صباحا من نهار أمس، بعد نصف ساعة كاملة من الزمن وخروج الشرطي المنتحر رفقة زميله الشرطي الآخر والطالبة الجامعية من أحد الملاهي الليلية بالشريط الساحلي العنابي، وسلكوا الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة وسكيكدة، غير أنّ الأمور -حسب ذات المصادر- تغيرت بنقطة حي أول ماي، ووقع ما لم يكن في الحسبان، إذ وقع خلاف كبير بين الشرطي المنتحر وزميله، انتهى بصفع أحدهما للآخر، ما تسبّب في إشهار الشرطي المنتحر لسلاحه الفردي وأطلق عيارات قاتلة على زميله والطالبة الجامعية، ظنا منه بأنهما فارقا الحياة، فصوب سلاحه مرة ثالثة نحو رسأه ووضع حدا لحياته مباشرة، قبل أن يتفطّن سكان المنطقة الذين أبلغوا المصالح الأمنية المختصة إقليما، وكذلك مصالح الحماية المدنية التي سارعت إلى مسرح الجريمة، وقامت بنقل الشرطي المنتحر وزميله والطالبة التي كانت برفقتهما. وعلى ضوء هذه المعطيات، تعد جريمة محاولة القتل هذه، السادسة من نوعها في ظرف أربعة أشهر منذ بداية السنة الجديدة على مستوى ولاية عنابة، جعلت المواطن العنابي في حيرة من أمره، وكذلك زوار جوهرة الشرق يتخوفون فعلا من زيارة المدينة هذه الصائفة، من خلال ما سجلته عنابة من جرائم قتل بداية السنة الجارية.