أكد المشاركون في الجلسات ال12 لمدينة تازا المنعقدة اليوم ببلدية برج الأمير عبد القادر (ولاية تيسمسيلت) أن الأمير عبد القادر أسس دولة حديثة كرست ثقافة للسلم والمصالحة. وأبرز المتدخلون في هذا الصدد أن شخصية مؤسس الدولة الجزائرية كانت مثالا يحتدى به على مر السنين والأزمان في نشر ثقافة السلم داخل وخارج الجزائر إضافة إلى التزامه الدائم بالمواثيق والمعاهدات التي أبرمها مع المستعمر حيث لم يبادر أبدا على خرق للهدنة أو الإعتداء على الأسرى. وفي هذا الجانب أشار السيد قوراية أحمد أستاذ علم النفس الإجتماعي بجامعة الجزائر إلى أن الأمير عبد القادر قد استطاع بحكمته وحنكته إخماد نار الفتنة بين المسيحيين والمسلمين بدمشق سنة 1860 مما لاقى إعجاب دول عديدة، وأضاف المحاضر أن مؤسس الدولة الجزائرية قد زرع بسياسته الرشيدة التي انتهجها طوال 17 سنة حب السلم والمصالحة من جيل إلى آخر. وبدوره ركز السيد لعقاب محمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر على دور خصال الأمير عبد القادر في تكريس ثقافة العفو والصفح حيث بادر خلال فترة مقاومته للجيش الفرنسي بإطلاق العديد من الأسرى والعفو عنهم، ومن جهته أوضح السيد عزوق عبد الكريم أستاذ بمعهد الأثار التابع لجامعة الجزائر أن الأمير عبد القادر ظل يناضل طوال حياته من أجل إرساء ثقافة للسلم والمصالحة مشيرا إلى أن الأبعاد الدينية التي كانت تميز شخصيته ساهمت بشكل كبير في أن يحظى والجزائر بالإحترام. وأضاف السيد عزوق أن مبادرة الأمير في إخماد نار الفتنة بدمشق قد رسخت فكرة تعايش وحوار الحضارات التي يتبناها العديد من المفكرين الغربيين في وقتنا الراهن. كما يرى الكاتب والصحفي السيد عمر بلخوجة أن مقاومة الأمير عبد القادر تعتبر المنبع الأساسي لبروز الحركة الوطنية في بلادنا وكذا اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وأضاف إلى أن شخصية مؤسس الدولة الجزائرية قد جمعت ما بين الخصال الدينية والديبلوماسية والثقافية فضلا عن كونه شخصية رائدة في الدفاع عن حقوق الإنسان وأبرز مثال على ذلك إحترامه للأسرى. ومن جهة أخرى كشف الدكتور بويحياوي عز الدين أستاذ بمعهد الآثار لجامعة الجزائر خلال هذا اللقاء عن نتائج الحفريات المنجزة بين 2002 و2009 بالموقع الأثري لتازا والتي تضمنت استخراج قلعة الأمير عبد القادر واكتشاف بها لأثار رومانية وأخرى ترجع لفترة الأمير حيث تتمثل في خزفيات وقطع نقدية وأواني فخارية وزجاجية وأسلحة. وللإشارة ستتواصل فعاليات هذه الجلسات المنظمة طيلة ثلاثة أيام من طرف جمعية الأثار والتراث لبلدية برج الأمير عبد القادر بتنظيم أمسيات شعرية وورشات علمية حول الأثار وكذا أبواب مفتوحة على المتحف البلدي فضلا عن دورات رياضية في كرة القدم وكرة الطائرة وكرة اليد الى جانب إحياء سهرات فنية. كما برمجت محاضرة بعاصمة الولاية ستسلط الضوء على المراحل التي عرفتها حفريات تازا منذ سنة 2002 وذلك بغية تعريف مواطني مدينة تيسمسيلت بما تزخر به منطقة برج الأمير عبد القادر من مواقع أثرية وكذا توعيتهم بضرورة المحافظة على التراث الأثري للجزائر.