كشفت جريدة "الجاردن" البريطانية، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، قامت بإطلاق حملة تطعيم مزيّفة للأطفال ضد وباء التهاب الكبد في منطقة "أبيت آباد" الباكستانية، بهدف التأكد من تواجد الزعيم الأول لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في المنطقة، من خلال مطابقة بصمته الوراثية من تلك الموضوعة في الملف الطبي لشقيقته المتوفاة سنة 2010. وقد حاولت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحديد مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، عن طريق برنامج زائف لتطعيم الأطفال ضد وباء التهاب الكبد في منطقة "أبيت آباد" الباكستانية التي قتل فيها بن لادن في الثاني من مارس الماضي في عملية عسكرية أمريكية، حيث قامت ذات الأجهزة بتشكيل فريق طبي للقيام بمهمة تطعيم الأطفال في المنطقة ضد وباء الكبد، وذلك بالتعاون مع طبيب محلي يدعى الدكتور شكيل آفريدي، والذي بدأ بالمهمة قبل فترة قصيرة من العملية التي استهدفت بن لادن، وكانت أجهزة الاستخبارات الباكستانية قد اعتقلت الدكتور المذكور، وتم نقله إلى مكان مجهول لإجراء التحقيقات. وكان الدكتور المذكور يشغل منصب رئيس قسم "الصحة" في أحد المراكز الصحية في ضاحية "خيبر"، والذي توجه إلى مدينة "أبيت آباد" في شهر مارس 2011، للبدء في برنامج التطعيم الخاص بالبحث عن بن لادن. وبعد وصوله إلى المنطقة تمكن من إغراء طاقم أحد المستشفيات الحكومية المحلية للحصول على خدمات الممرضات اللاتي قمن بمهمة التجول عبر المنازل العامة في المنطقة تحت غطاء تطعيم الأطفال، وكان الهدف من ذلك هو أخذ عينات بعض الأشخاص والأطفال المشتبهين في صلتهم بأسرة بن لادن، ليتم مقارنتها في معامل خاصة بالمخابرات الأمريكية، ولتحقيق هذه المهمة تم إرسال ممرضة تدعى "مختاران بي.بي" إلى داخل سكن أسامة بن لادن بمدينة "أبيت آباد" بهدف تطعيم الأطفال الصغار، وطلب منها أيضاً أخذ عينات من دماء الأطفال بطريقة أو بأخرى ليتم مقارنتها مع عينات من جثة شقيقة أسامة بن لادن التي توفيت في "بوسطن" بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك عن طريق إجراء اختبارات للحمض النووي. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على باكستان للإفراج عن الطبيب المحتجز في وقت عرفت فيه حدة التوتر بين البلدين تصاعدا على خلفية قتل قوات خاصة أمريكية لزعيم القاعدة السابق في مدينة آبيت أباد، في حين أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تعتزم معاقبة باكستان على غياب تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب عن طريق قطع 800 مليون دولار، أي ما يعادل 500 مليون جنيه استرليني، من مساعداتها العسكرية، فيما هددت إسلام أباد بسحب أكثر من 100 ألف جندي نشرتهم على جانبها من الحدود مع أفغانستان رداً على القرار الأمريكي.