إنّ ضرب الرجل لزوجته فشل وحماقة من طرفه، وضعف في الشخصية ودليل على سوء السلوك، وعلامة على عدم قدرته على تفهم الحياة الزوجية بإطارها الطبيعي، وسوء إدارته للحياة الزوجية. هذا العنف يترك الأذى على الحياة النفسية، وهذا أشد خطرا من الأذى الجسدي، لأنّه غالبا ما يؤدي إلى حالات انهيار عصبي وأزمات نفسية متكررة وكره للزوج ومقت لزواج نفسه، وهذا كله ينعكس على الأبناء والبيت والعلاقة الزوجية. السؤال المطروح، ما هي الطريقة المثلى في التعامل مع هذا العنف وما هي الخطوات المطلوبة لكي تتصدى الزوجة المظلومة لهذه الآفة. عزيزتي، عند مناقشة الزوج يجب تحديد موضوع النزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف. أن يتحدث كل واحد منكما عن المشكلة حسب فهمه لها، ولا يجعل فهمه صوابا غير قابل للخطأ أو أنّه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش. الاعتراف بالخطأ، والصّبر على الطبائع المتأصلة في الزوج، يمنح الفرصة للتكيف مع الوضع القائم وطريقة التعامل في الأزمات التي تنشأ نتيجة الخلاف. عدم المبادرة لحل الخلاف وقت الغضب، وإنما التريث حتى تهدأ النفوس والأعصاب، فإن الحل في مثل هذه الحال كثيرا ما يكون جزافيا بعيدا عن الصواب وتتخذ فيه القرارات بعجالة. استخدام أسلوب التنازل عن بعض الحقوق أثناء الخلاف بشكل مؤقت، حتى لا يتخذ ذريعة أو وسيلة في استغلال بعض المواقف، فإنّه من الصعب جدا حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه، مع محاولة ضبط النّفس في جميع الظروف والأحوال، فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئا غير متهور ولا متأفف ولا متضجر أثناء نشوب الخلاف. يجب أن تتفهم الزوجة ردود أفعال زوجها وقت الغضب، وعليها تجنّب الوقوف في مواجهته وتأجيل النّقاش لوقت آخر وعدم إعطاء مبرر للزوج لكي يقوم بالاعتداء، ويجب التّحدث معه أثناء فترة الهدوء. في حال استمر الوضع على ما هو، يجب وضع حد لأي اعتداء جسدي أو معنوي، من خلال أساليب هادئة لكن غير متسامحة. أنصحك عزيزتي وأنصح كل زوجة، ألا تلجأ إلى المحاكم والشرطة إلا في آخر المطاف، وبعد أن تستنفذ الوسائل المتاحة، فتبدأ بإخبار والدته أو والده ثم والدها ثم تصل إلى الشخص المؤثر، حتى تبقى للبيوت أسرارها، وحتى لا تضرب استقرار الأبناء.