تمكنت كتيبة تابعة لثوار ليبيا، من الاستيلاء على مخزن معبأ بغاز الخردل، المصنف دوليا على أنه من بين الأسلحة الكيماوية الفتاكة. وفيما فضل المجلس الانتقالي الليبي التكتم على الأمر، وعدم الإعلان عنه لأسباب غير معروفة، شرع حلف "الناتو" في مراقبة المنطقة التي عثر بها على الأسلحة باستعمال طائرات رصد وتجسس إلى جانب استغلال صور الأقمار الصناعية. خبر سيطرة كتيبة من الثوار على غاز الخردل السام، كشفته صحيفة "دير تاجس شبيغل" الألمانية، أمس، عندما نقلت عن دوائر أمنية غربية، قولها أن الثوار الليبيين اقتحموا مستودعا يحتوي على غاز الخردل السام، كان من ضمن المواقع العسكرية لنظام القذافي. وأوضحت الصحيفة؛ أن المستودع كان عبارة عن مخبر كيمياوي، يقع على وجه التحديد بمدينة الرواغا، على بعد 600 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس. وأضافت الصحيفة نقلا عن نفس المصادر، أن حلف "الناتو" شرع في مراقبة المنطقة التي عثر بها على مستودع الأسلحة الكيماوية، عبر الجو، باستعمال طائرات الرصد والمراقبة وصور الأقمار الصناعية. من جهة أخرى، أعلنت كتيبة "شهداء الجزيرة" التابعة لما يعرف بلواء طرابلس، الذي يقوده الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، أنّ 30 من عناصرها أصيبوا بنوبات إغماء، مجهولة الأسباب، خلال معارك خاضوها في مناطق غير بعيدة عن المنطقة التي عثر بها على مستودع تخزين غاز الخردل. وفيما اتهم متحدث باسم "كتيبة شهداء الجزيرة" قوات تابعة للقذافي، باستخدام غاز الخردل ضد مقاتلي الثوار، راجت شكوك حول السبب الحقيقي لإصابة الثوار بنوبات الإغماء، ومصدر الإصابات، خصوصا وأنّ الكميات التي عثر عليها في المستودع كانت عبارة عن مادة صلبة، ما يعني أنّ تحويلها لسلاح جاهز للاستعمال، يتطلب الكثير من العمل في مخابر مختصة. كما أنّ الربط بين المزاعم الهشة لحالات الإغماء تلك وبين تكتم المجلس الانتقالي على خبر العثور على مخزن للأسلحة الكيماوية، يثير تساؤلات كثيرة. وكانت وزارة الدّفاع الأمريكية قد عبّرت في وقت سابق، عن مخاوفها من وقوع كميات كبيرة من غاز الخردل السام بأيدي عناصر "جهادية" متشددة في صفوف الثوار. وكان مصدر مسؤول في "البنتاغون"، رفض الكشف عن هويته، قد أعلن في أواخر الشهر الماضي، عن وجود "غموض يلف مصير كميات كبيرة من الغازات السامة التي يملكها نظام العقيد معمر القذافي، مضيفا في نفس الوقت أنّ كميات الغاز السام في ليبيا تقدر بعشرة أطنان. كما عبر المصدر عن قلق "البنتاغون" من أن يتم نقل هذه الغازات السامة إلى جهات مجهولة.