نريد سكنا وعملا وخبزا وحليبا لأطفالنا، ولا يهمنا من يكون رئيسا... هذا أو ذاك أيا كان الرئيس نحن زواليون، وسنبقى زواليين، ولن يتغير شيء في حياتنا، ورد علينا بعض المواطنين بسخرية: نفس الوعود سمعناها في رئاسيات 2004، وفي رئاسيات 1999، وفي تشريعيات ومحليات 2002، وتشريعيات ومحليات 2007، ورغم كل تلك الوعود والانتخابات لم يتغير شيء، ماذا سيضيفه هذا الرئيس والذي سيضيفه ذاك، برامجهم كلها شعارات فارغة.. * بهذه العبارات التي سيطر عليها اليأس والقنوط من الرئاسيات، رد المواطنون على أسئلة "الشروق اليومي" التي خرجت تستطلع رأي الشارع الجزائري حول تجاوبه مع الحملة الانتخابية ومتابعة المواطنين لبرامج المترشحين، وأكد جميعهم أنهم لا ينتظرون أي شيء من الرئيس المقبل. * ورد معظم الشباب الذين تحدثنا إليهم بلهجة ساخرة وأحيانا بلهجة غير المكترث بالمترشحين الستة، وغير الآبه بكل ما يحدث في الساحة السياسية، وقالت عجوز في الخمسين من عمرها كانت تتسوق في سوق الخضر والفواكه بالمدنية "لا يهمنا من يكون الرئيس، كل ما يهمنا هو أن تتوقف العمليات الإرهابية". * وقالت "مريم. أ" وهي سيدة في أواخر الثلاثينات من العمر، تقيم بالعاصمة، وتعمل مربية في إحدى الروضات ببن عمر بالعاصمة "لقد حاول بعض المترشحين استعمال الحيل من أجل اقتيادنا معهم في الحافلات لملئ القاعة بالمواطنين... لا نريد أن نسمع خطاب أي مترشح لأن كل الخطابات متشابهة، كلهم يوفرون كل شيء للمواطن في خطاباتهم، السكن والعمل والأمن، والزيادات في الأجور، والرفاهية والعيش الكريم لكن في الواقع لا شيء". * ورد علينا رب عائلة في الأربعينات حاولت "الشروق" أخذ رأيه في المترشحين قائلا "سعر البطاطا ارتفع إلى 70 دينارا وأنتم تسألوننا عن المترشحين، أين هو مخزون البطاطا الذي خزنته وزارة الفلاحة في غرف التبريد، ألم تعدنا الوزارة أن سعر البطاطا لن يرتفع مجددا، نريد برامج انتخابية، نريد أشياء ملموسة، إن لم يستطيعوا أن يقدموا لنا أي شيء فعلى الأقل ليحافظوا على سعر المواد الضرورية". * وقال إطار يعمل في سونطراك اتصلت به "الشروق" بالهاتف، وهو يعمل محام وبدا واعيا بما يقول "المترشحون يغردون خارج السرب، وكل العائلات منهمكة بمتاعب الحياة، معظم المواطنين لا يعرفون المترشحين للرئاسيات لا بالصورة ولا بالاسم، خاصة خارج المدن، معظمهم يسمعون أسماء المترشحين في أخبار الثامنة وسرعان ما ينسونها بعد ذلك، وبعضهم يعرفون المترشحين ولكن لا يعرفون شيئآ عن برامجهم، والبعض الآخر يعرفون الخطوط العريضة من برامجهم فقط ولكنهم يسخرون منهم ومن برامجهم، و90 بالمائة من المواطنين الذين يحضرون التجمعات، يتم اقتيادهم باستعمال الحيل لملئ القاعات ولا يعرفون لا فوزي رباعين ولا محمد السعيد ولا جهيد يونسي ولا غيره.. انهم يعرفون فقط بوتفليقة ولويزة حنون".