تم اليوم السبت إعادة إسكان 204 عائلة في شقق جديدة ببلدية العلمة ثاني أكبر تجمع سكاني بولاية سطيف تندرج ضمن البرنامج الرامي إلى القضاء التدريجي على السكن الهش و ذلك في أجواء طبعتها الفرحة حسب ما لوحظ بعين المكان، و خصت هذه العملية حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد بلخير ليتيم عائلات كانت تقطن ب 25 حارة و سكنات فردية موزعة عبر عديد أحياء المدينة على غرار حارتي عائشة مضوي و حورية لعجال بحي العيد بجنوب العلمة. و شملت هذه العملية أيضا سكان حارتي رافيال و ريكو الواقعين بشارعي زيتوني بوعكاز و الأمير عبد القادر و هما من أقدم الحارات التي شيدت خلال الاحتلال الفرنسي من طرف المعمرين، فقد أصبحت هذه الحارات غير لائقة تماما للسكن و تشكل خطرا كبيرا على سكانها حسب ما أشار إليه قاطنوها مذكرين بأنهم عانوا الكثير لقدم و تدهور السكنات خاصة بعد بداية ظهور أعراض الانهيار عليها. نفس أجواء الفرحة شهدها صباح اليوم حي زيدان طلحي بمنطقة جرمان (شرق العلمة) بعد أن ودعت العائلات التي كانت تعيش فيه لسنوات طويلة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية على حد تعبير بعض المستفيدين، و وسط أجواء غبطة متزايدة بهذا الحي الذي بدأت الحركة تدب فيه تدريجيا كان المستفيدون على موعد مع سكناتهم الجديدة و هي العملية الثانية التي تستفيد منها بلدية العلمة بعد تلك التي مست حوالي 400 عائلة كانت تقطن بحي الباطوار الفوضوي. و عبرت السيدة ذهبية عن فرحتها الكبيرة بإطلاقها زغرودة حارة رفقة جارات لها بعدما استفادت عائلتها بسكن مريح في عمارات جديدة، وقالت هذه السيدة ذهبية أنها "تنفست الصعداء" بعد أن قضت أزيد من 20 سنة بمنزل قديم و هش بحي الوادي بجنوب المدينة يفتقر لأدنى ظروف الراحة و لا يسمح بدخول الضوء و الهواء، غير أن مستفيدات أخريات يبدين بعض التذمر بشأن موقع الحي الجديد و الذي يبعد عن مدينة العلمة ببعض الكيلومترات. و وفرت لنقل المستفيدين إلى سكناتهم الجديدة جميع الإمكانيات المادية و البشرية حيث حضرت الشاحنات من مختلف بلديات الولاية لضمان نقل أثاث المستفيدين وسط مظاهر فرحة حسب ما أشار إليه رئيس اللجنة المكلفة بعملية الترحيل و الهدم السيد رابح مشاطي، و شرعت مصالح البلدية فور الانتهاء من ترحيل الشطر الأول من العائلات في عملية تهديم هذه السكنات من أجل "تفادي إعادة إسكانها مجددا. وتحصي ولاية سطيف أزيد من 16 ألف سكن هش و غير لائق و فوضوي لا يتناسب مع المقاييس المحددة من طرف وزارة السكن و العمران منتشرة بالخصوص عبر التجمعات السكنية الكبرى الحضرية و الثانوية حسب ما تضمنته حصيلة أعلنت عنها مؤخرا مديرية التعمير و البناء. و ترتكز الجهود في الفترة الحالية على القضاء على الأحياء والتجمعات السكنية التي أصبحت غير لائقة و آيلة للسقوط و كذا المشيدة بطرق فوضوية لإعادة إسكان قاطنيها في شقق جديدة، و يتضمن البرنامج الحالي إنجاز 2000 وحدة سكنية في إطار القضاء التدريجي على السكن الهش استفادت منها الولاية برسم البرنامج الإضافي لسنة 2010 ستسلم فور انتهاء أشغالها على مستحقيها من قاطني الحارات والسكنات الفوضوية و غير اللائقة وكذا السكنات الآيلة للسقوط و ذلك عبر عدد من بلديات الولاية حسب ما علم من مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري.