لم تكن تدري الضحية (ب. عاشورة) في عقدها الثالث أن نهايتها ستكون في يوم من الأيام على يد طليقها، لينهي حياتها بعدة طعنات قاتلة ومتفرقة على أنحاء جسمها النحيل، تاركة وراءها ثلاثة أطفال يتامى، بعدما جهّز الجاني (ت.ي) الذي يعمل حلاقا والذي كان زوجها سابقا للجريمة من قبل، بشرائه خنجرا، ثم اتصل بالضحية هاتفيا وحدد لها موعدا في البيوت البلاستيكية بمشتلة الزهور الكائنة بمزرعة أزيرو محند بمدينة اسطاوالي، مؤكدا لها أنه يريد إرجاعها وإنهاء الخلاف القائم بينهما. وتوجهت الضحية التي قادتها قدماها إلى حتفها، حيث كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا من يوم 15 جانفي 2011، إلى الموعد، حيث التقت به. وواصل الجاني سرد،، حكايته ببرودة بعدما تم توقيفه، بأنه أخذ زوجته السابقة إلى المركز التجاري المسمى تيكية المجاور للمشتلة، ثم دخلا أحد البيوت البلاستيكية بالمشتلة، وهناك قام بالاعتداء عليها بالخنجر الذي كان بحوزته دون وقوع أي شجار أو خلاف بينهما. وبطريقة مفاجئة وجّه لها عدة طعنات على بطنها، فسقطت أرضا، ثم واصل طعنها على مختلف أنحاء جسدها حتى تدخّل صاحب المشتلة، الذي حاول توقيف المعتدي، إلا أنه لم يتمكن من مقاومته بعدما أشهر السكين في وجهه، ليتعالى صراخ المرأة وصاحب المشتلة قصد الاستغاثة، فتدخل العمال، الذين قاموا بنزع السكين من يد المتهم وإلقاء القبض عليه، وإبلاغ مصالح الأمن التي تسلمته وتم تحويله إلى مركز القيادة. وبناء عليه تم فتح تحقيق جنائي في مقتل الضحية التي توفيت بعين المكان قبل إسعافها، فيما أكد تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة أن الضحية توفيت نتيجة جروح عميقة مست الكبد والأوعية الدموية، والتي سببت لها نزيفا داخليا وخارجيا أدى إلى وفاتها مباشرة، ليتمسك القاتل باعترافه الشنيع، أنه خطط لقتل طليقته بعدما استدرجها إلى مسرح الجريمة بغية تنفيذ جريمته، وأنه لم تكن له نية التحدث معها بل التخلص منها نهائيا. وبتصريحاته أمام مختلف مراحل التحقيق وسماع الشهود الذين أكدوا الوحشية التي تعرضت لها الضحية من قبل الجاني بعدما منعهم من إنقاذها، تعيّن على قضاة غرفة الاتهام بعد دراسة الملف الخطير، إحالته على محكمة جنايات البليدة لمحاكمته صبيحة اليوم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.