التهريب والمتاجرة في السجائر والمخدرات، السرقة، تكوين جماعات أشرار، تبييض الأموال والتزوير إلى جانب القتل، جرائم ارتكبها أشخاص ادعوا أنهم القدوة والمثل الأعلى للجزائريين، فنصّبوا أنفسهم أئمة وحماة للإسلام ببلاد المغرب العربي، وكأنهم المجددون على رأس المائة الرابعة عشر، متناسين جرائمهم وأفعالهم التي لا يفسرها إلا القاعدة الميكيافيلية ''الغاية تبرر الوسيلة''، والتي تتنافى وكل ما جاء به الإسلام. وكشفت تصريحات إرهابيين حول طرق تمويل الجماعات الإرهابية حاليا بالصحراء والولايات الشمالية، إلى جانب ماضي هذه العناصر التي تدّعي أن هدفها الرئيسي هو قيام دولة أو جمهورية إسلامية بالجزائر وكامل الدول المغاربية، أن مصادر تمويل هذه الجماعات تعود أساسا إلى صفقات المخدرات وعمليات الإختطاف القائمة على ترويع المسلمين، فضلا عن جرائم القتل التي تبنتها هذه الجماعات منذ بداياتها الأولى. من رئاسة عصابات الإجرام والسرقة إلى الجمهورية الإسلامية وأوضحت قرارات إحالة حسب ما كشفت عنه مصادر ''النهار'' بناء على السير الذاتية لدعاة قيام الجمهورية الإسلامية في شمال إفريقيا، أن ماضيهم وحاضرهم مليء بالجرائم على غرار ''ق.ع'' أحد العناصر البارزة في جماعة أبو زيد وقائد شبكات الدعم والإسناد الناشطة بالصحراء، الذي تورط في جريمة قتل خلال شهر سبتمبر 2000، وترأس جمعية أشرار تحترف تبييض الأموال وتنفيذ العمليات الإجرامية، خلال سنة 2008 ، كما عمل في مجال التهريب والمتاجرة في السجائر والمخدرات. ويتملق كل أمراء الإرهاب في خطاباتهم المسجلة والمصورة أو من خلال البيانات التي يتم نشرها على مواقع الأنترنيت، بعبارات الوعظ المستمدة من القرآن والسنة لإيهام السامع أو القارئ أنهم أئمة ودعاة الإسلام، في الوقت الذي تكشف خفاياهم عن وجههم الآخر، حيث توبع ''ن.م'' الذراع الأيمن لمختار بلمختار والمنسق بين الجماعة في شمال مالي وفلولها في الولايات البترولية، في عدة جرائم سرقة والتزوير قبل أن ينظمّ للتنظيم الإرهابي بغرض المطالبة بقيام الدولة الإسلامة التي هدموها وأمثالهم بقيمهم الهدامة، التي زرعت الفرقة والفتن، وأدت إلى مقتل 200 ألف جزائري. وحكم على هذا الأخير الذي يعد من أقرب أتباع الأعور بثلاثة أشهر حبسا نافذا، عن تهمة السرقة سنة 1990، حيث قام بسرقة دراجة نارية لأحد المواطنين، كما تمت إدانته أيضا عن نفس الجرم سنة 1994 لسرقته منزل أحد المواطنين والإستيلاء على أغراضه، إلى جانب إدانته بتهمة التزوير سنة 1999، حين اشتغل في تهريب السيارات من ليبيا وإعادة بيعها في الجزائر بعد تزوير وثائقها. وعاد ذات المتهم مرة أخرى لجرم السرقة، حين قام بالإستيلاء على سيارة قائد فرقة الدرك الوطني، أين حكم عليه ب10 سنوات سجنا قضى منها 8 سنوات، ليلتحق مباشرة عقب إطلاق سراحه بكتيبة الملثمين بالصحراء، مطالبا بقيام الدولة الإسلامية التي كان أول من هدم أسسها بجرائمه ونشر الرعب واللاسقرار وسط المواطنين. أغرقوا الجزائر بالسموم ويدّعون خوفهم على ضياع الأمة وفي السياق ذاته؛ كان ''ع.أ'' ناشط في صفوف شبكات الدعم والإسناد لصالح الأعور على مستوى ولاية ورڤلة، والذي تورط في جرائم رفقة جمعية أشرار تقوم أساسا على السرقة الموصوفة، قبل أن يتحول إلى داعية في صفوف الجماعة الإرهابية المسلحة، يجند الشباب لصالح جماعة بلمختار القائمة على الإختطافات والتقتيل بالجنوب باسم الإسلام، في الوقت الذي عمل آخرون في مجال تهريب الشاي والسجائر من ليبيا والدول الإفريقية إلى الجزائر، وكذا تهريب المخدرات، حيث سمموا بذلك الشباب الجزائري، خاصّة ما كشف عنه مؤخرا جماعة أبو زيد حول رعاية هذا الأخير لصفقات المخدرات التي تتم بالحدود الصحراوية الشرقيةوالغربية. ومن جهة أخرى؛ تمت إدانة الإرهابي ''ع.م'' الذي يعد من العناصر البارزة التي يعتمد عليها أبو زيد كمعين له لتنظيم خططه ضد الأهداف التي يتم تسطيرها، بتهمة تهريب المخدرات، بعدما عثر عليها داخل سيارته، وكان متجها من الحدود الغربية إلى ولاية ورڤلة، إلى جانب ''غ.ع'' قريب أبو زيد وناشط في صفوف جماعة الدعم التي يعتمد عليها في اختطافاته، الذي توبع هو الآخر بتهمة تهريب المخدرات والسجائر من منطقة الزاوية بإليزي إلى ضواحي ورڤلة، وكذا من حاسي مسعود إلى ورڤلة، في الوقت الذي يظهر أمراؤهم من حين لآخر في خطابات مسلجة وبيانات يدعون الشباب لمساندتهم على إحياء الدين الإسلامي على حد زعمهم، وهم أكبر المفسدين بجرائمهم والسموم التي يدخلونها إلى الجزائر.