القضية أكدت وجود علاقة مؤكدة بين التنظيم الإرهابي وعصابات الإجرام بالساحل أطاحت مصالح الأمن بولاية الجزائر، نهاية سنة 2010 بإرهابيين ينحدران من ولاية بومرداس، ويتعلق الأمر بمربي إبل وصاحب ورشة تلحيم، فيما لا يزال خمسة إرهابيين في حالة فرار، ينتمون إلى كتيبة ''الملثمين'' الناشطة على مستوى منطقة الجنوب، تم على إثرها استرجاع مخزن لسلاح كلاشينكوف وبراميل من الوقود، بالإضافة إلى مواد غذائية. وكشف مصدر مطلع ل''النهار''، أن التحريات والبحث المكثف من قبل مصالح الأمن، أسفر عن وجود خلية دعم وإسناد، تعمل لصالح الجماعة السلفية، لها علاقة وتواصل مع كتيبة ''الملثمين'' الإرهابية الناشطة تحت إمرة خالد أبو العباس، واسمه الحقيقي مختار بلمختار المعروف باسم ''الأعور''، تقوم بنشاطات إرهابية على مستوى منطقة الجنوب، حيث تم إلقاء القبض على الإرهابي الأول، واسترجاع سيارتين مخصصتين لنقل الجماعات الإرهابية، وفتح الطريق بمنطقة الجلفة، لتسهيل مخطط إيصال الإرهابيين إلى معاقل كتيبة متواجدة بصحراء مالي. ملابسات القضية، تبعا لإجراءات البحث والتقصي، انطلقت سنة 2004، على خلفية اكتشاف عملية بيع السجائر الأجنبية المهرّبة من منطقة تمنراست، وتولي عمليات توزيعها بمحلات وأكشاك التّبغ والكبريت عبر صحراء ورڤلة، حيث كانت الصّفقات المهرّبة تبرم بين الإرهابيين، غير أنّ الإختلاف حول آخر صفقة، كشف النّقاب عن شحنتين من السجائر المهرّبة، أين وجهت أصابع الإتهام إلى الإرهابيين المتواجدين في حالة فرار من أصول نيجيرية وجنسية جزائرية، ولاسترجاع الشّحنتين المهرّبتين، خطّطت الجماعة الإرهابية إلى تنفيذ عملية اختطاف الإرهابي محل القبض، والمتواجد حاليا في المؤسسة العقابية، واقتياده إلى صحراء نيجيريا، وكان الهدف من اختطاف الإرهابي، هو إجبار شقيق هذا الأخير، على دفع فدية 240 مليون سنتيم، بعدما استولى على شحنتين من السجائر بدون دفع ثمنها. وطيلة احتجاز الضّحية لمدّة 4 أشهر، بعد أن تم اقتياده مخطوفا إلى صحراء نيجيريا، ارتفع مبلغ الفدية إلى 7 ملايير سنتيم، مهددين الإرهابي وعائلته بالتصفية الجسدية، بعد أن أخذ شقيق الضحية المحتجز منهم صفقة السجائر المهربة بدون أن يدفع مستحقاتها، وأورد مصدر آخر أنّ الإرهابيين الموقوفين لهما علاقة بتنفيذ اعتداءات إرهابية بمطار جانت، بعد أن كانوا ضمن كتيبة'' أبناء الصحراء من أجل العدالة''. كتيبة ''الملثمون'' تقترح تهريب سجينين مقابل شراء حياة الإرهابي المحتجز اقترحت كتيبة الملثمون، وفي إطار عقد اتفاق لفك قيود الأسير، وضمان إطلاق سراح الإرهابي المحتجز، تنفيذ مخطط جديد اشترط فيه تسهيل مهمّة فك سراح سجينين متواجدين على مستوى السجون الجزائرية، مقابل منح المساهمين في إتمام العملية، عمولات ورشوة قدرت بحوالي 700 مليون سنتيم، وبنجاح الكمين تم الإفراج عن الإرهابي المحتجز، هذا الأخير تقدم بشكوى لدى المصالح المختصة للأمن الوطني، بخصوص عملية اختطافه ومدة احتجازه، وتم توقيف شقيقه ووضعهما رهن الحبس المؤقت، وتوجيه لهما تهم ثقيلة انصبت في الإنتماء إلى جماعات إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، الإنخراط في جماعة مسلحة والإشادة بالأعمال الإرهابية، وبناء على ما تقدم ذكره، سيتم فتح تحقيق قضائي للكشف عن ملابسات الجرائم الإرهابية المرتكبة.