تفاقمت مشكلة السكن بأرزيو خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير في ظل الطلبات المقدمة التي وصلت إلى حدود 5000 طلب قابله نقص كبير في المشاريع السكنية بالمدينة في مختلف الصيغ لاسيما السكنات الإيجارية منها أو التساهمية، وهذا منذ سنوات عديدة بخلاف دوائر الجهة الشرقية كقديل وبطيوة اللتين استفادت من مشاريع سكنية هامة من الدولة، وهما ما يطرح أكثر من سؤال على السلطات المحلية في تبني مخطط استعجالي للتقليص من حدة تفاقم هذه الظاهرة بأرزيو. وحسب ما استفيد من مصالح التعمير، فإن مدينته تتوفر على قطع أراض جاهزة للبناء على غرار ثمانية هكتارات واقعة بحي الهضاب وكذا أربعة هكتارات بحي اللوز، لكن السلطات المحلية لم تقم باستعمالها، وما يفرز هذا الطرح هو أن المدينة لم تستفد من برنامج المليون سكن لرئيس الجمهورية، حيث ناشد المواطنون السلطات المحلية بضرورة الاستفادة من حصة الرئيس. في السياق نفسه، فإن المشاريع السكنية المبرمجة لازالت في غرفة الإنعاش وتعد على الأصابع، فمثلا مشروع السكنات التساهمية الواقع بحي ألف سكن والذي يشرف عليه صندوق المعادلة الاجتماعية يعرف توقفا منذ مدة وبنسبة إنجاز لم تتعد 30 بالمائة في حين أن السلطات لن تتحرك لإنقاذه، نفس الشيء ب 200 سكن الواقعة بحي المحقن التي تشرف عليها مؤسسة قورين الترقوية هي الأخرى تسير بخطى السلحفاة، وحسب ما استفيد من أحد المرقين العقاريين فإن عزوف مجمل العقاريين عن القدوم إلى أرزيو هو غياب التحفيزات من قبل السلطات وكذا العراقيل الموجودة حول العقار خاصة وأن أرضية البناء بأرزيو صلبة وتتطلب أموالا كبيرة وهو ما لم تستطع السلطات المعنية توفيره خاصة وأن لكل منطقة خصوصيتها وتضاريسها. هذا وفي سياق متصل فإن أرزيو باعتبارها منطقة صناعية وتضم كثافة سكانية فاقت 120 ألف فإنها تفتقد إلى النسيج العمراني بسبب تباعد أزقتها وأحيائها وكذا ديكور لونها المتهجم فإنها تعاني من أزمة السكن حيث إن آخر حصة تعود إلى مشروع زبانة سنة 1992 الذي استعادت منه 402 وحدة سكنية لإعماره، وقسمت على مراحل، ومنذ ذلك لم تشرع السلطات في تخصيص برامج سكنية لفائدة المواطنين الذين أضحوا يتخذون من الكراء والبناءات الفوضوية ملجأ كحلول استعجالية في انتظار الظفر بسكن مستقبلا، وهذا رغم التسهيلات التي ما فتئت تقدمها الدولة لفائدة طالبي السكان خاصة التساهمية. في خضم هذا، فإن مشكل السكن يطرح نفسه بقوة في أرزيو خاصة وأن قديل استفادت من حوالي 5000 قطعة وحدة سكنية في إطار السكنات التساهمية في حين أن المدينة البترولية تعاني عجزا سكنيا كبيرا.